الأرشيف الشهري: ماي 2025

ضيعة الكتب ضيعة كبيرة. أصدقاء الكاتب لا يعرفون عناوين كتبه.

جسد فهم المجتمعات للمادة، وهي الأشياء والعالم الخارجي الموضوعي، خارج العقل البشري، مدى قدرة البشر على السيطرة على الطبيعة والمجتمع، ومدى قدرتهم على التصنيع وخلق تراكم للعلوم الطبيعية والاجتماعية.

لا يقرأون . . ويتعاظمون! : كتب ـ عبدالله خليفة

الكلمة من أجل الإنسان: التعريف بالكتاب على أمازون

كلماتٌ تُقلب العالم رأسًا على عقب ، هذا ليس مجرد كتاب، بل صرخةٌ في وجه الزيف، وقبضةٌ تُمسك بتلابيب الحقيقة. هنا، تتحول الكلمات إلى حراب تُثقب جدار الصمت، وتكشف جراح الواقع بلا رحمةمن يقف وراء هذه الصفحات؟ كاتبٌ شجاعٌ يرفض التزييف، يكتب بدم القلب لا بحبر الأقلام. كلماته مثل النار تُحرق الأكاذيب، وتُنير درب الثائرين ..

كتب عبـــــــدالله خلـــــــيفة متوفرة في المكتبات العالمية
⇽ مكتبة فويلز (foyles) في بريطانيا: كتب عبدالله خليفة متوفر في ـ متاجرها السبعة في لندن، تشيلمسفورد، برمنغهام، وبريستول في انجلترا // كلماتٌ تُقلب رأس العالم على عقب هذا ليس مجرد كتاب، بل صرخةٌ في وجه الزيف، وقبضةٌ تُمسك بتلابيب الحقيقة.  https://t.co/ukKdmK5V7U
 ⇽ #مكتبة_واترستونز (Waterstones) في #بريطانيا: كتب #عبدالله_خليفة متوفر في ـ مدينة #لندن في انجلترا // كلماتٌ تُقلب رأس العالم على عقب هذا ليس مجرد كتاب، بل صرخةٌ في وجه الزيف، وقبضةٌ تُمسك بتلابيب الحقيقة. هنا، تتحول الكلمات إلى حراب تُثقب جدار الصمت،،، https://t.co/RqN0UZvn9H
⇽ متجر بارنز أند نوبل (Barnes & Noble) في الجادة الخامسة بمدينة #نيويورك: كتب #عبدالله_خليفة متوفر في ـ مدينة نيويورك في أمريكا   https://t.co/bTAvXyuUjq
⇽ كتب #عبدالله_خليفة متوفر في مكتبة #صوفيا في #المحرق  https://t.co/L36Oa7TAqI
⇽ كتب #عبدالله_خليفة متوفر في ـ مدينة سان فرانسيسكو ـ ولاية كاليفورنيا في أمريكا https://t.co/u46IEoHZOr
⇽ ومتوفرة في مكتبة bookhype في لندن:    
أتي كتاب «أيديولوجي» لعبدالله خليفة ليقدم تحليلاً جريئاً للوعي العربي بين ثنائيات السحر والدين، العقلانية والخرافة، والتقليد والحداثة. عبر صفحاته، يناقش الكاتب كيف تشكلت البنى الفكرية والسياسية في المجتمعات العربية، وكيف تؤثر هذه التشكيلات في حاضرنا المعقد. من الأسئلة التي يطرحها الكتاب
* كيف تحول السحر من ظاهرة شعبية إلى أداة سياسية؟
* ما دور الدين في صراع الهوية بين الماضي والمستقبل.
* كيف يمكن للعلوم والفلسفة أن تكون جسراً للخروج من أزماتنا الفكرية؟
بأسلوب يحاكي الواقع بكل تعقيداته، يقدم خليفة رؤية نقدية للتاريخ العربي والإسلامي، من الدولة العباسية إلى التحديات المعاصرة، مروراً بثنائيات العلم والخرافة، والديمقراطية والاستبداد. كتاب يضيء الزوايا المظلمة في وعينا الجمعي، ويدعونا إلى إعادة قراءة تراثنا بمنظور نقدي يحفز على التغيير. أيديولوجي ليس مجرد كتاب مقالات ، بل إضاءة في نفق الصراع بين العقل والغيبيات، بين الماضي الذي يثقلنا والمستقبل الذي ينادينا.
https://t.co/7xQcu9sE3k
الكلمة-من-أجل-الإنسان
https://www.everand.com/book/889578874/
أيديولوجي
https://www.everand.com/book/889578822/

راكبتين النمسا Rakuten

كتاب عبدالله خليفة لينين ومغامرة الاشتراكية متوفر في الصين
 لينين ومغــــــــامرةُ – 三民網路書店
الكلمة من اجل الانسان
https://24h.pchome.com.tw/books/prod/DJBQ9I-D900J1LD8?srsltid=AfmBOop4Bd7sqd4tpRikZ3MRqOcKOgsZnlxPBO8bM8cu-Tw-l_cCCaAa
⇽ وفي متجر amazon
⇽ وفي متجر amazon

⇽ وفي متجر amazon
كتاب «الكلمة من أجل الإنسان»

كتاب «الكلمة من أجل الإنسان» يعكس شخصية عبدالله خليفة كمفكر تقدمي وأديب وروائي ومناضل، حيث جمع بين الفكر والإنسانية والنضال، مع توثيق تجاربه وحياته من خلال كلمة صادقة تعبر عن هموم الإنسان وقضايا الوطن.
نبذة عن الكتاب والشخصية المؤلفة
يُعرف عبدالله خليفة بأنه كاتب لم يتراجع عن أفكاره ومواقفه حتى في أصعب الظروف، حيث دخل السجن في 1975 من موقعه في قيادة جبهة تحرير البحرين. خلال فترة سجنه استمر في ممارسة الكتابة بإصرار، مؤلفًا أعماله وأحيانًا على ورق السيجارة، وتم تهريب هذه الأعمال ونشرها لاحقاً. الكتاب ينقل تجارب عبدالله خليفة الإنسانية والفكرية، إذ يعكس عمق تأثيره في الأدب والنضال السياسي والاجتماعي.
محتوى الكتاب وأفكاره
يحمل الكتاب رسالة إنسانية ورؤية واضحة بأن الكلمة ليست مجرد حروف بل قوة تعبيرية ذات بعد شعبي مقاوم تعبّر عن معاناة الفئات المحرومة وقضايا الوطن الملتبسة بسبب الفساد والكذب. يعبر عبدالله خليفة في كتابه عن رفضه للتزييف وكشفه للواقع بلا مجاملات، مقترباً من قضايا الحارات والفقراء والناس الذين يدوسهم الواقع، متصدياً للفساد والانتهاكات الفكرية والسياسية.
أهمية عبدالله خليفة وأثره
عبدالله خليفة يُعتبر أيقونة في الفكر اليساري والنضال، وصاحب رؤية نيرة جمعها في كتاباته الروائية والفكرية، وهو الذي مزج بين الالتزام السياسي والعطاء الأدبي الإنساني العميق. رواياته مثل ثلاثية «ينابيع البحرين» تصوّر تاريخ البحرين الحديث بطريقة روائية رصينة. كما أنه كان ملتزمًا بالكتابة كأداة للمقاومة والتنوير الاجتماعي بعيدًا عن المظاهر والأنانية الشخصية.
خلاصة
«الكلمة من أجل الإنسان» ليس فقط كتابًا بل صرخة في وجه الظلم والغموض، وأداة ضغط عبر الكلمة المكتوبة توثق تاريخ الوطن وشعبه، وتسلط الضوء على أردأ مظاهر الفساد والقمع بفكر نير وعطاء أدبي متميز. الكاتب عبدالله خليفة قدم منحى فريدًا في الأدب العربي، يُخلّد دوره كمفكر ومناضل وكاتب أسَس سجله الإنساني والفكري في مواجهة التحديات بقلم قوي لا يعرف الاستسلام.

ايديولوجي: تعريف بالكتاب على أمازون

يأتي كتاب «أيديولوجي» لعبدالله خليفة ليقدم تحليلاً جريئاً للوعي العربي بين ثنائيات السحر والدين، العقلانية والخرافة، والتقليد والحداثة. عبر صفحاته، يناقش الكاتب كيف تشكلت البنى الفكرية والسياسية في المجتمعات العربية، وكيف تؤثر هذه التشكيلات في حاضرنا المعقد. من الأسئلة التي يطرحها الكتاب
كيف تحول السحر من ظاهرة شعبية إلى أداة سياسية؟
ما دور الدين في صراع الهوية بين الماضي والمستقبل
كيف يمكن للعلوم والفلسفة أن تكون جسراً للخروج من أزماتنا الفكرية؟
بأسلوب يحاكي الواقع بكل تعقيداته، يقدم خليفة رؤية نقدية للتاريخ العربي والإسلامي، من الدولة العباسية إلى التحديات المعاصرة، مروراً بثنائيات العلم والخرافة، والديمقراطية والاستبداد. كتاب يضيء الزوايا المظلمة في وعينا الجمعي، ويدعونا إلى إعادة قراءة تراثنا بمنظور نقدي يحفز على التغيير. أيديولوجي ليس مجرد كتاب مقالات ، بل إضاءة في نفق الصراع بين العقل والغيبيات، بين الماضي الذي يثقلنا والمستقبل الذي ينادينا.

«أيديولوجي» هو عمل فكري تحليلي للكاتب البحريني عبدالله خليفة يتناول الأفكار والصراعات الإيديولوجية التي تشكل المجتمعات العربية، خاصةً بين ثنائيات مثل السحر والدين والعقلانية والخرافة والتقليد والحداثة. يحلل الكتاب كيف تتشكل البنى الفكرية والسياسية وتؤثر في الواقع المعقد للمجتمعات العربية.
محتوى وأهمية الكتاب:
تحليل الوعي العربي: يقدم الكتاب تحليلاً جريئًا للوعي العربي، مستكشفًا تأثير الأفكار المتضاربة على تشكيل المجتمع.
الصراعات الفكرية: يغوص الكتاب في الصراعات الإيديولوجية عبر التاريخ، موضحًا كيف تؤثر الأفكار على الأفراد والمجتمعات.
التحول والتأثير: يناقش الكاتب كيف تتشكل البنى الفكرية والسياسية في المجتمعات العربية وكيف تؤثر هذه التشكيلات في حاضرنا.
أسلوب الكاتب: يتميز عبدالله خليفة بأسلوبه الذي يجمع بين التحليل العميق والسرد المشوق، ليقدم للقارئ دراسة موسعة عن الأفكار التي تحرك المجتمعات.
لمن هذا الكتاب؟
القراء المهتمون بفهم الأيديولوجيات والصراعات الفكرية التي تشكل العالم العربي.
من يبحث عن تحليل معمق للوعي العربي وعلاقة الأفكار بالبنى السياسية والفكرية في المجتمعات.

كتب عبـــــــدالله خلـــــــيفة متوفرة في المكتبات العالمية

⇽ مكتبة فويلز (foyles) في بريطانيا: كتب عبدالله خليفة متوفر في ـ متاجرها السبعة في لندن، تشيلمسفورد، برمنغهام، وبريستول في انجلترا // كلماتٌ تُقلب رأس العالم على عقب هذا ليس مجرد كتاب، بل صرخةٌ في وجه الزيف، وقبضةٌ تُمسك بتلابيب الحقيقة.  https://t.co/ukKdmK5V7U

 ⇽ #مكتبة_واترستونز (Waterstones) في #بريطانيا: كتب #عبدالله_خليفة متوفر في ـ مدينة #لندن في انجلترا // كلماتٌ تُقلب رأس العالم على عقب هذا ليس مجرد كتاب، بل صرخةٌ في وجه الزيف، وقبضةٌ تُمسك بتلابيب الحقيقة. هنا، تتحول الكلمات إلى حراب تُثقب جدار الصمت،،، https://t.co/RqN0UZvn9H

⇽ متجر بارنز أند نوبل (Barnes & Noble) في الجادة الخامسة بمدينة #نيويورك: كتب #عبدالله_خليفة متوفر في ـ مدينة نيويورك في أمريكا   https://t.co/bTAvXyuUjq

⇽ كتب #عبدالله_خليفة متوفر في مكتبة #صوفيا في #المحرق  https://t.co/L36Oa7TAqI

⇽ كتب #عبدالله_خليفة متوفر في ـ مدينة سان فرانسيسكو ـ ولاية كاليفورنيا في أمريكا https://t.co/u46IEoHZOr

⇽ ومتوفرة في مكتبة bookhype في لندن:    

أتي كتاب «أيديولوجي» لعبدالله خليفة ليقدم تحليلاً جريئاً للوعي العربي بين ثنائيات السحر والدين، العقلانية والخرافة، والتقليد والحداثة. عبر صفحاته، يناقش الكاتب كيف تشكلت البنى الفكرية والسياسية في المجتمعات العربية، وكيف تؤثر هذه التشكيلات في حاضرنا المعقد. من الأسئلة التي يطرحها الكتاب

* كيف تحول السحر من ظاهرة شعبية إلى أداة سياسية؟

* ما دور الدين في صراع الهوية بين الماضي والمستقبل.

* كيف يمكن للعلوم والفلسفة أن تكون جسراً للخروج من أزماتنا الفكرية؟

بأسلوب يحاكي الواقع بكل تعقيداته، يقدم خليفة رؤية نقدية للتاريخ العربي والإسلامي، من الدولة العباسية إلى التحديات المعاصرة، مروراً بثنائيات العلم والخرافة، والديمقراطية والاستبداد. كتاب يضيء الزوايا المظلمة في وعينا الجمعي، ويدعونا إلى إعادة قراءة تراثنا بمنظور نقدي يحفز على التغيير. أيديولوجي ليس مجرد كتاب مقالات ، بل إضاءة في نفق الصراع بين العقل والغيبيات، بين الماضي الذي يثقلنا والمستقبل الذي ينادينا.

الكلمة-من-أجل-الإنسان

كتاب عبدالله خليفة لينين ومغامرة الاشتراكية متوفر في الصين
 لينين ومغــــــــامرةُ – 三民網路書店

كتاب «الكلمة من أجل الإنسان»

كتاب «الكلمة من أجل الإنسان» يعكس شخصية عبدالله خليفة كمفكر تقدمي وأديب وروائي ومناضل، حيث جمع بين الفكر والإنسانية والنضال، مع توثيق تجاربه وحياته من خلال كلمة صادقة تعبر عن هموم الإنسان وقضايا الوطن.

نبذة عن الكتاب والشخصية المؤلفة

يُعرف عبدالله خليفة بأنه كاتب لم يتراجع عن أفكاره ومواقفه حتى في أصعب الظروف، حيث دخل السجن في 1975 من موقعه في قيادة جبهة تحرير البحرين. خلال فترة سجنه استمر في ممارسة الكتابة بإصرار، مؤلفًا أعماله وأحيانًا على ورق السيجارة، وتم تهريب هذه الأعمال ونشرها لاحقاً. الكتاب ينقل تجارب عبدالله خليفة الإنسانية والفكرية، إذ يعكس عمق تأثيره في الأدب والنضال السياسي والاجتماعي.

محتوى الكتاب وأفكاره

يحمل الكتاب رسالة إنسانية ورؤية واضحة بأن الكلمة ليست مجرد حروف بل قوة تعبيرية ذات بعد شعبي مقاوم تعبّر عن معاناة الفئات المحرومة وقضايا الوطن الملتبسة بسبب الفساد والكذب. يعبر عبدالله خليفة في كتابه عن رفضه للتزييف وكشفه للواقع بلا مجاملات، مقترباً من قضايا الحارات والفقراء والناس الذين يدوسهم الواقع، متصدياً للفساد والانتهاكات الفكرية والسياسية.

أهمية عبدالله خليفة وأثره

عبدالله خليفة يُعتبر أيقونة في الفكر اليساري والنضال، وصاحب رؤية نيرة جمعها في كتاباته الروائية والفكرية، وهو الذي مزج بين الالتزام السياسي والعطاء الأدبي الإنساني العميق. رواياته مثل ثلاثية «ينابيع البحرين» تصوّر تاريخ البحرين الحديث بطريقة روائية رصينة. كما أنه كان ملتزمًا بالكتابة كأداة للمقاومة والتنوير الاجتماعي بعيدًا عن المظاهر والأنانية الشخصية.

خلاصة

«الكلمة من أجل الإنسان» ليس فقط كتابًا بل صرخة في وجه الظلم والغموض، وأداة ضغط عبر الكلمة المكتوبة توثق تاريخ الوطن وشعبه، وتسلط الضوء على أردأ مظاهر الفساد والقمع بفكر نير وعطاء أدبي متميز. الكاتب عبدالله خليفة قدم منحى فريدًا في الأدب العربي، يُخلّد دوره كمفكر ومناضل وكاتب أسَس سجله الإنساني والفكري في مواجهة التحديات بقلم قوي لا يعرف الاستسلام.

لينين ومغامرة الاشتراكية: تعريف بالكتاب على أمازون

لينين ومغامرة الاشتراكية – رحلة استثنائية في فكر الثورة والسلطةفي هذا العمل الفكري المميز، يأخذنا الكاتب عبد لله خليفة إلى عمق التجربة اللينينية، ليس كمعجب أو معارض، بل كباحث موضوعي يسعى لفهم حقيقة أحد أكثر الشخصيات تأثيراً في القرن العشرين عبر صفحات الكتاب، نكتشف كيف حوّل لينين الأفكار الماركسية النظرية إلى مشروع عملي حقيقي، وما تبع ذلك من تحديات وتناقضات. يكشف المؤلف بجرأة عن الجوانب الإنسانية للزعيم الثوري، بعيداً عن تقديسه أو شيطنتهما يجعل هذا الكتاب فريداً هو قدرته على ربط الماضي بالحاضر، حيث يحلل المؤلف كيف أثرت أفكار لينين على تطور الأنظمة السياسية في الشرق والغرب، وكيف تفاعلت مع الواقع الاجتماعي والاقتصادي المختلف عن السياق الأوروبي الذي نشأت فيه من خلال أسلوب سردي مشوق ومعلومات دقيقة، يقدم الكتاب رؤية جديدة لفهم التجربة الاشتراكية، دون إغفال الأخطاء والتحديات التي واجهتها، مما يجعله مرجعاً مهماً لكل من يسعى لفهم تطور الفكر السياسي الحديث الكتاب ليس مجرد دراسة تاريخية، بل هو دعوة للتأمل في كيفية بناء المستقبل من خلال دروس الماضي والحاضر.

كتب عبـــــــدالله خلـــــــيفة متوفرة في المكتبات العالمية
⇽ مكتبة فويلز (foyles) في بريطانيا: كتب عبدالله خليفة متوفر في ـ متاجرها السبعة في لندن، تشيلمسفورد، برمنغهام، وبريستول في انجلترا // كلماتٌ تُقلب رأس العالم على عقب هذا ليس مجرد كتاب، بل صرخةٌ في وجه الزيف، وقبضةٌ تُمسك بتلابيب الحقيقة.  https://t.co/ukKdmK5V7U
 ⇽ #مكتبة_واترستونز (Waterstones) في #بريطانيا: كتب #عبدالله_خليفة متوفر في ـ مدينة #لندن في انجلترا // كلماتٌ تُقلب رأس العالم على عقب هذا ليس مجرد كتاب، بل صرخةٌ في وجه الزيف، وقبضةٌ تُمسك بتلابيب الحقيقة. هنا، تتحول الكلمات إلى حراب تُثقب جدار الصمت،،، https://t.co/RqN0UZvn9H
⇽ متجر بارنز أند نوبل (Barnes & Noble) في الجادة الخامسة بمدينة #نيويورك: كتب #عبدالله_خليفة متوفر في ـ مدينة نيويورك في أمريكا   https://t.co/bTAvXyuUjq
⇽ كتب #عبدالله_خليفة متوفر في مكتبة #صوفيا في #المحرق  https://t.co/L36Oa7TAqI
⇽ كتب #عبدالله_خليفة متوفر في ـ مدينة سان فرانسيسكو ـ ولاية كاليفورنيا في أمريكا https://t.co/u46IEoHZOr
⇽ ومتوفرة في مكتبة bookhype في لندن:    
أتي كتاب «أيديولوجي» لعبدالله خليفة ليقدم تحليلاً جريئاً للوعي العربي بين ثنائيات السحر والدين، العقلانية والخرافة، والتقليد والحداثة. عبر صفحاته، يناقش الكاتب كيف تشكلت البنى الفكرية والسياسية في المجتمعات العربية، وكيف تؤثر هذه التشكيلات في حاضرنا المعقد. من الأسئلة التي يطرحها الكتاب
* كيف تحول السحر من ظاهرة شعبية إلى أداة سياسية؟
* ما دور الدين في صراع الهوية بين الماضي والمستقبل.
* كيف يمكن للعلوم والفلسفة أن تكون جسراً للخروج من أزماتنا الفكرية؟
بأسلوب يحاكي الواقع بكل تعقيداته، يقدم خليفة رؤية نقدية للتاريخ العربي والإسلامي، من الدولة العباسية إلى التحديات المعاصرة، مروراً بثنائيات العلم والخرافة، والديمقراطية والاستبداد. كتاب يضيء الزوايا المظلمة في وعينا الجمعي، ويدعونا إلى إعادة قراءة تراثنا بمنظور نقدي يحفز على التغيير. أيديولوجي ليس مجرد كتاب مقالات ، بل إضاءة في نفق الصراع بين العقل والغيبيات، بين الماضي الذي يثقلنا والمستقبل الذي ينادينا.
https://t.co/7xQcu9sE3k
الكلمة-من-أجل-الإنسان
https://www.everand.com/book/889578874/
أيديولوجي
https://www.everand.com/book/889578822/

راكبتين النمسا Rakuten
https://www.kobo.com/at/de/ebook/0cGQN1_G8z27Oun2xYKCTQ?srsltid=AfmBOorSlWqr5Cs5N-Qo-bW3pApcxhwZD8OJYG_PBWbQHaQleqs3K0Pb

كتاب عبدالله خليفة لينين ومغامرة الاشتراكية متوفر في الصين
 لينين ومغــــــــامرةُ – 三民網路書店
الكلمة من اجل الانسان
https://24h.pchome.com.tw/books/prod/DJBQ9H-D900J1LEI?srsltid=AfmBOopihLLOZA9s87QQMmlgdiKYOFoASh0nd0RDgdKg-xXpBKBH1S-m
https://24h.pchome.com.tw/books/prod/DJBQ9I-D900J1LD8?srsltid=AfmBOop4Bd7sqd4tpRikZ3MRqOcKOgsZnlxPBO8bM8cu-Tw-l_cCCaAa
⇽ وفي متجر amazon
⇽ وفي متجر amazon

⇽ وفي متجر amazon
https://www.amazon.in/%D8%A3%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AC%D9%8A-%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%81%D8%A9-%D8%B9%D8%A8%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D8%AF%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%AE%D9%84%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%8A%D9%81%D8%A9/dp/9778575754
كتاب «الكلمة من أجل الإنسان»

كتاب «الكلمة من أجل الإنسان» يعكس شخصية عبدالله خليفة كمفكر تقدمي وأديب وروائي ومناضل، حيث جمع بين الفكر والإنسانية والنضال، مع توثيق تجاربه وحياته من خلال كلمة صادقة تعبر عن هموم الإنسان وقضايا الوطن.
نبذة عن الكتاب والشخصية المؤلفة
يُعرف عبدالله خليفة بأنه كاتب لم يتراجع عن أفكاره ومواقفه حتى في أصعب الظروف، حيث دخل السجن في 1975 من موقعه في قيادة جبهة تحرير البحرين. خلال فترة سجنه استمر في ممارسة الكتابة بإصرار، مؤلفًا أعماله وأحيانًا على ورق السيجارة، وتم تهريب هذه الأعمال ونشرها لاحقاً. الكتاب ينقل تجارب عبدالله خليفة الإنسانية والفكرية، إذ يعكس عمق تأثيره في الأدب والنضال السياسي والاجتماعي.
محتوى الكتاب وأفكاره
يحمل الكتاب رسالة إنسانية ورؤية واضحة بأن الكلمة ليست مجرد حروف بل قوة تعبيرية ذات بعد شعبي مقاوم تعبّر عن معاناة الفئات المحرومة وقضايا الوطن الملتبسة بسبب الفساد والكذب. يعبر عبدالله خليفة في كتابه عن رفضه للتزييف وكشفه للواقع بلا مجاملات، مقترباً من قضايا الحارات والفقراء والناس الذين يدوسهم الواقع، متصدياً للفساد والانتهاكات الفكرية والسياسية.
أهمية عبدالله خليفة وأثره
عبدالله خليفة يُعتبر أيقونة في الفكر اليساري والنضال، وصاحب رؤية نيرة جمعها في كتاباته الروائية والفكرية، وهو الذي مزج بين الالتزام السياسي والعطاء الأدبي الإنساني العميق. رواياته مثل ثلاثية «ينابيع البحرين» تصوّر تاريخ البحرين الحديث بطريقة روائية رصينة. كما أنه كان ملتزمًا بالكتابة كأداة للمقاومة والتنوير الاجتماعي بعيدًا عن المظاهر والأنانية الشخصية.
خلاصة
«الكلمة من أجل الإنسان» ليس فقط كتابًا بل صرخة في وجه الظلم والغموض، وأداة ضغط عبر الكلمة المكتوبة توثق تاريخ الوطن وشعبه، وتسلط الضوء على أردأ مظاهر الفساد والقمع بفكر نير وعطاء أدبي متميز. الكاتب عبدالله خليفة قدم منحى فريدًا في الأدب العربي، يُخلّد دوره كمفكر ومناضل وكاتب أسَس سجله الإنساني والفكري في مواجهة التحديات بقلم قوي لا يعرف الاستسلام.

حوار للمفكر السوري الكبير الراحل الدكتور صادق جلال العظم

الدكتور صادق جلال العظم هو مفكر سوري علماني من مواليد دمشق وأستاذ فخري بجامعة دمشق في الفلسفة الأوروبية الحديثة. كان أستاذاً زائراً في قسم دراسات الشرق الأدنى بجامعة برنستون حتى عام 2007. كتب العظم في الفلسفة ولديه دراسات ومؤلفات عن المجتمع والفكر العربي المعاصر. وعضو في مجلس الإدارة في المنظمة السورية لحقوق الإنسان.
تاريخ ومكان الميلاد: نوفمبر 1934، دمشق، سوريا
تاريخ ومكان الوفاة: 11 ديسمبر 2016، برلين، ألمانيا
الجوائز: جائزة إيراسموس
الدكتور صادق جلال العظم واحد من أهم المثقفين السوريين في القرن العشرين والسنوات المنقضية من هذا القرن. غطت مروحة اهتمامه قضايا متنوعة، تمتد من نقد الفكر الديني إلى الشؤون السياسية العربية بعد هزيمة حزيران 1967، إلى حرية الفكر (ذهنية التحريم، وما بعد ذهنية التحريم) إلى الحب العذري، إلى قضايا العلمانية والديمقراطية والعولمة… وتميز دوماً بأسلوب واضح، وباستمرارية أساسية لتوجهاته الفكرية من وراء تغير المناخات الإيديولوجية وبعض أدوات التفكير. تميز الدكتور العظم منذ بداية هذا القرن بانخراطه في الحياة العامة وقضايا الحريات والديمقراطية. كان عضواً مؤسساً لـ«لجان إحياء المجتمع المدني» ومساهماً نشطاً في نقاشات «ربيع دمشق» وأجوائها. ومنذ بداية الثورة أخذ موقفاً مؤيداً لها بوضوح، مع احتفاظه بمسافة للنقد والتقييم. لقد قرن الرجل القول بالعمل، مع بقائه مثقفاً، أولاً وأساساً.

⇽ إضاءات
⇽ الثورة السورية هي تصفية حسابات لسورية مع نفسها ودفع فواتير متأخرة عن ما سبق لنا من تقاعس وتخاذل وصمت وجبن سوري.
⇽ الانتفاضة الشعبية السورية تسعى لاستعادة الجمهورية عبر الإطاحة بنظام وراثي قديم مفروض ومهترئ بأجهزته كلها، وإحلال نظام حكم جديد ومغاير محله.
⇽ نعم، أخشى الإسلام السياسي بعد سقوط النظام وقبله.
⇽ في ثقافتنا ومجتمعاتنا ما يكفي من العناصر السلطوية والتسلطية والسلبطجية والأبوية والأبوية المحدثة والثأرية، بما يجعل إعادة إنتاج نظام الاستبداد مجدداً، بصورة أو أخرى، احتمالاً وارداً ومخيفاً.
⇽ يقوم معذبو الأرض السورية بثورة على حكم وحزب وطغمة عسكرية – مالية أمنية متسلطة وعلى قيادة وزعامة «وطنية» أبديتها من أبدية الآلهة.
⇽ إذا أوصلتنا الثورة، بصورة ما، إلى صناديق الاقتراع، سأعتبر أن حقي قد وصلني كمواطن.
⇽ هم ما يمكن للمثقفين أن يفعلوه بداية، هو التخلص من شيء اسمه وزارة الثقافة، ومن شيء آخر اسمه وزارة الإعلام.
⇽ من ميزات العلمانية والديمقراطية أيضاً أنهما توفران أرضية محايدة لتلتقي عليها المذاهب والعقائد الدينية المتنافرة والاقصائية بطبيعتها، وبحيث تتمكن من التعامل مع الفضاء العام والشأن الوطني والساحة السياسية الجامعة

⁎ على عكس كثير من اليساريين والماركسيين في سوريا والعالم، يبدو موقف صادق جلال العظم واضحاً لا لبس في انحيازه إلى الثورة السورية. أين تكمن جذور الغموض والتشتت اليساري تجاه الثورة؟ وماذا يمكن أن تكون عواقب ذلك على مستقبل اليسار في سوريا؟
⁂ بسبب طبيعة هذا السؤال، أسمح لنفسي أن أبدأ بالكلام قليلاً عن نفسي. كثيراً ما سُئلت ما إذا كانت الانتفاضة الشعبية في سوريا على نظام الاستبداد وحكمه وفساده قد فاجأتني أم لم تفاجئني؟ جوابي هو نعم ولا في وقت واحد. نعم، فوجئت بتوقيت اندلاع الانتفاضة مع تخوف كبير في البداية من احتمالات قمعها بسرعة بسبب مما أعرفه عن صلابة المنظومة الأمنية السورية وشراستها القمعية وتغلغلها في مسامات الجسم السوري وتحكمها اليومي بجميع حركاته وسكناته تقريباً. شكّل هذا الواقع عندي (وعند غيري) نوعاً من عقدة النقص الراسخة بالعجز أمام النظام العسكري الأمني الكلي وسطوته، كما أدى إلى استبعاد أية فكرة أو حتى احتمال لقول لا (فردية أو جماعية) كبيرة له. داريت عقدة النقص في داخلي بالتكيف اليومي البطيء مع هذا الواقع الأمني- الاستبدادي المرير والضاغط دوماً، كما داريتها بالاستبطان الجيد لقواعد وأصول التعامل معه بكل ما تتطلبه من نفاق وتظاهر بالتصديق والقبول والتكتم والتقية والتلاعب بالكلمات والتحايل في مواجهة القوة العارية. لولا ذلك لما تمكنت من الاستمرار في حياتي العادية والقيام بالأعمال الروتينية والمهام اليومية، أو من المحافظة على صحتي النفسية والعقلية.

⁎ كيف لي إذن أن لا أنحاز لهذه الثورة الشعبية العارمة ضد هذا النوع من الاستبداد والظلم والقهر بغض النظر عن طبيعة القناعات التي أحملها إن كانت يسارية أو ماركسية أو وسطية، أو حتى يمينية؟ مع ذلك، أعتقد أن المنهج الماركسي في البحث والتحليل والتفسير هو الذي يعطينا القدرة الأفضل والأرقى على فهم قيام الثورة وتحديد أسبابها الأعمق والبحث في خلفياتها التاريخية والاجتماعية وإلى جانبها والدفاع عنها.
⁂ كلّا، لم أتفاجأ بالثورة على نظام الاستبداد – كما تفاجأ هو– بسبب من بعض التجارب والملاحظات الدالة والمستمدة من المعايشة والتفاعل الحي مع الحياة اليومية في سوريا وبخاصة في دمشق، وهي دلالات وملاحظات وتجارب أثبت النظام عجزه عن التقاطها أو حتى الاقتراب من معناها ومغزاها، لأن طبائع الاستبداد لا تسمح بذلك على ما يبدو. أعود لأقول بأني لم أتفاجأ بالثورة لأنه انتابني (كما انتاب غيري) إحساس مبهم بالتوجس والقلق والخوف على سوريا عموماً بعد القضاء على «ربيع دمشق»، حيث بدت لي سوريا عالقة على حافة هوة سحيقة ما، وأن السقوط آت لا ريب فيه. كانت الحياة في دمشق، على سبيل المثال، تبدو هادئة وعادية ورتيبة على السطح، مع ذلك كنت ألمس وأتأكد أن حمماً بركانية كانت تتفاعل تحت السطح بقليل والجميع يحاول التعامي عنها، قدر الامكان، على أمل أن تبقى تحت السطح لأطول مدة ممكنة ولا تطفو بسرعة على وجه الحياة في البلد. لما قامت الثورة، انفضّ هذا التناقض بين مظهر سطح الحياة الهادئ والطبيعي بزيفه وافتعاله، من ناحية أولى، وبين البركان الحقيقي الذي كان يعتمل تحت السطح، من ناحية ثانية، وكان لا بد لي أن أنحاز إلى الحقيقي والأعمق وأقف إلى جانبه وأترك لغيري مهمة تبرير السطح المزوّر والدفاع عن المزيف والوقوف إلى جانب التافه. استمعت إلى ناس عاديين جداً وبسطاء جداً يعبرون عن الاحساس بهذا التناقض بأقوال عاميّة عفوية مثل : «بدها كبريتة لتولّع»، «بدها شرارة لتهب»، «بدها ولعة لتشتعل»، «بدها فتيشة لتنفجر».

⁎ أما في الأوساط الثقافية فقد كان لكل واحد من المثقفين أسلوبه وتشبيهاته واستعاراته الخاصة لقول الحقيقة ذاتها. في مقابلة مع مجلة «نيوز ويك» الأمريكية سنة 2007، عبّر علي فرزات عن الوضع بقوله «إما الاصلاح أو الطوفان»، كان تشبيهي المفضّل في تلك الفترة هو أن سوريا الآن مثل طنجرة بخار ترتفع حرارتها بسرعة ويرتفع ضغطها ساعة بعد ساعة، علماً بأنه جرى تعطيل صمامات الأمان كلها. أما أحمد برقاوي فقد كان يقول في مجالسه الخاصة «إن الشرخ في سوريا قد وقع وقضي الأمر». وكان هناك من يموه على نفسه بالقول «الجميع يعرف حقيقة الوضع في البلد وما يجري فيه، ولكن ماشي الحال..». البعض الآخر توصل إلى قناعة “بأنه لم يبق من النظام سوى وظيفته كصمام أمان أخير حتى لا يقتتل السوريون فيما بينهم»، مع ذلك فوجئ النظام أكثر من غيره باندلاع الانتفاضة والثورة.
⁂ أنا أدرك أيضاً أن الثورة السورية هي تصفية حسابات لسورية مع نفسها ودفع فواتير متأخرة عن ما سبق لنا من تقاعس وتخاذل وصمت وجبن سوري في لحظات مثل لحظة حصار مدينة حماه سنة 1982، وتدميرها والفتك بأهلها، ولم تحرك سوريا ساكناً يومها على الرغم من أننا جميعاً كنا نعرف تماماً ما الذي كان يحدث في حماه في ذلك الوقت. كما تقبّلت سوريا لفترة طويلة جرائم حكامها في القتل والتعذيب وارتكاب المذابح والحبس التعسفي والاختفاء القسري وعشرات آلاف المفقودين بهدوء، وكأنّ ذلك كله ممارسة عادية ومسألة طبيعية.
ثم جاءت لحظة توريث السلطة والحكم الجمهوري في سوريا سنة 2000، وبلعت سوريا الإهانة بهدوء ورصانة لا تحسد نفسها عليها في هذه الأيام، وتبذل الدماء الآن لمحو آثارها. وفي اللحظة التي حاول فيها «ربيع دمشق» إشعال شمعة عند نهاية النفق المظلم، تم القضاء عليه وعلى شمعته بشراسة مشهودة، ومرة ثانية سكتت سوريا وتقبلت قمع ربيع دمشقها بروتينية عجيبة. أعود لأقول، بثورتها اليوم تبذل سوريا هذا الكم الهائل من الدماء تكفيرا عن خطاياها هذه كلها ومحواً لعارها، ولذا أنا معها.
أما بالنسبة للشقّ الثاني من السؤال المتعلق بغموض والتباس موقف اليسار من الثورة، فاقول: أولاً، معروف أنّ اليسار كان يجمع ملتزمين ونشطاء وأنصار وكوادر ومؤيدين من الخلفيات والانتماءات الدينية والطائفية والمذهبية والجهوية والأثنية والعشائرية كلها باتجاه مستقبل يتجاوز الانتماءات والولاءات الأولية شبه الطبيعية هذه، باتجاه حالة مدنية وعصرية أرقى. بعد انتهاء الحرب الباردة وانهيار اليسار وتشتته في كل مكان تقريباً (بخاصة الأحزاب الشيوعية بتعددها وتنوعها)، ارتدّ الكثير من هؤلاء اليساريين إلى ولاءاتهم الأولى والأولية والأكثر بدائية، وبخاصة الطائفية والمذهبية والدينية منها، وأخذوا يحددون مواقفهم من الثورة استناداً إلى الولاءات والالتزامات التي عادوا إليها واحتموا بها وليس استناداً إلى يساريتهم المكتسبة والضائعة لاحقاً.
ثانياً، بعد انتهاء الحرب الباردة أيضاً على النحو الذي انتهت عليه، انقسم اليسار إلى كتلة كبيرة تبنت ما يمكن تسميته «ببرنامج المجتمع المدني» والدفاع عنه، وهو البرنامج الذي يؤكد مسائل مثل: احترام شرعة حقوق الإنسان (حتى لو قولاً وبالحد الأدنى فعلاً)، أولوية فكرة المواطنة وممارساتها بالاضافة إلى الحقوق المدنية والحريات العامة، المساواة أمام القانون، فصل السلطات، علمانية الدولة وأجهزتها، القضاء المستقل، الديمقراطية وتداول السلطة والحكم فعلياً، وليس تداولهما بين الآباء والأبناء والأحفاد والأقرباء كما هو حاصل في سوريا اليوم. بعبارة أخرى، الكتلة الأكبر من اليسار تراجعت إلى خط الدفاع الثاني المتمثل «ببرنامج المجتمع المدني» والدفاع عنه في وجه الاستبداد العسكري – الأمني – العائلي القائم من جهة أولى، والظلامية الدينية القروسطية الزاحفة من جهة ثانية. أعتقد أن هذه الكتلة من اليسار على العموم متعاطفة مع الثورة في سوريا، وبالتأكيد ليس لها موقف عدائي منها أو حاد ضدها، علماً بأن لهذه الكتلة دور كبير في صناعة الربيع العربي عموماً. كما أن معظم اليساريين المؤيدين للثورة ينتمون إليها بصورة أو أخرى.
أما الكتلة الأصغر من اليسار فقد تعصّبت لمواقفها السابقة، وكأن شيئاً لم يكن مع انتهاء الحرب الباردة وأخذت تميل مع الوقت إلى المواقف وأساليب العمل ذات الطابع الطالباني – الجهادي أو الطائفي المذهبي المنغلق على نفسه، أو حتى على الإرهاب «البن لاديني» بعنفه الأعمى نكاية بالغرب والرأسمالية العالمية (التي انضمت روسيا والصين إلى عالميتها) والامبريالية. هذه الكتلة من اليسار، عربياً وعالمياً، هي الآن الأكثر عدائية للثورة السورية والأقرب إلى دعم نظام الاستبداد العسكري والأمني والعائلي فيها بحجج كثيرة ليس أقلها تآمر الكون بأسره، فيما يبدو، على هذا النظام المحب للسلام والاستقرار وإن كانت سلامته واستقراره هما من قبيل سلام القبور واستقرارها. يطرب هذا النوع من اليسار بإشغال نفسه «بلعبة الأمم» و«بالتحليلات الجيوسياسية» الكبرى وبحكايات تصادم مصالح الدول العظمى ومشاريعها في الهيمنة في منطقتنا، ولا يريد أن يرى الثورة في سوريا إلاّ من خلال «طربه» هذا، مهملاً كل ما يمت بصلة إلى سوريا والسوريين الأحياء الثائرين اليوم، ومتغاضياً عن الأسباب التي دفعت شعبها إلى الثورة سلمياً وثم إلى حمل السلاح في وجه الطغيان «الوطني» الذي يتحالف معه هذا النوع من اليسار ويتعصّب له. بعبارة أخرى، لا مانع لدى هذا اليسار من التضحية بسوريا إن كان في ذلك انتصاراً موعوداً للجهة الدولية و«الجيوسياسية» التي يريد لها النصر العالمي في «لعبة الأمم»، أي أن الهم الأول عنده ليس سوريا وشعبها الثائر لاستعادة جمهوريته وحريته وكرامته، بل لعبة الأمم على مستوى الكون كله والطرف الذي يراد له الفوز فيها.

⁎ كيف يقف مؤلف «نقد الفكر الديني» إلى جانب ثورة كانت الجوامع مراكز انطلاق مظاهراتها، ويعرض مكونها العسكري اليوم وجها إسلامياً ظاهراً؟ ألا يخشى من الإسلام السياسي بعد سقوط نظام الأسد؟
⁂ مؤلف كتاب «نقد الفكر الديني» كان قد وقف مع ثورة الشعب الإيراني على الحكم الشاهنشاهي واستبداده وفساده وأجهزة مخابراته الشهيرة بشراستها هي الأخرى (السافاك) على الرغم من أن الدور القيادي لرجال الدين وآيات الله كان جلياً فيها منذ البداية، وعلى ما أذكر فإن اليسار في تلك الأيام كان برمته تقريباً مؤيداً لثورة الشعب الإيراني وداعماً لها ومهلّلاً لخطابها، على الرغم من خروج المظاهرات يومها من المساجد والحوزات والجنازات. الأمر المهم هنا هو الوقوف مع ثورة الشعب على الطغيان والعسف بغض النظر عن طبيعة الأماكن والمراكز التي ينطلق منها الحراك الشعبي الثوري أو يتجمع عندها.

⁎ مؤلف كتاب «نقد الفكر الديني» وقف كذلك مع لاهوت التحرير في أمريكا اللاتينية وغيرها من مناطق العالم، لأن لاهوت التحرير دعم الحراكات الشعبية التحررية في تلك البلدان ضد أشكال مثل طاغية مرزول على شاكلة سوموزا في نيكاراغوا وانقلابي مجرم مثل بينوشيه (Pinochet) في التشيلي، وحكم الجنرالات الدموي في الأرجنتين. بعد هذا كله، هل يمكن لمؤلف الكتاب المذكور أن يتقاعس أو يتخاذل في مسألة الوقوف مع ثورة الشعب السوري على حكم تفوق في طغيانه وقتله وتدميره على سوموزا وبينوشيه وجنرالات الأرجنتين وشاه إيران مجموعين كلهم معاً. التناقض هنا ليس عندي، بل عند الذين انتصروا في يوم ما لثورة الشعب الإيراني ولـ لاهوت التحرير وكنائسه ولحركات التحرر الوطني في كل مكان تقريباً ولكنهم يرفضون الانتصار لثورة الشعب السوري بذريعة أن مظاهراتها واحتجاجاتها تخرج من الجامع وليس من دار الأوبرا أو المسرح الوطني على حد تبرير أدونيس.
⁂ نعم، أخشى الإسلام السياسي بعد سقوط النظام وقبله. أخشاه لأسباب أبعد من الوجه الإسلامي الزائد الذي أخذت تظهر به الثورة السورية أمام نفسها وأمام العالم كله. أخشى ذلك لأنه في ثقافتنا ومجتمعاتنا ما يكفي من العناصر السلطوية والتسلطية والسلبطجية والأبوية والأبوية المحدثة والثأرية، بما يجعل إعادة إنتاج نظام الاستبداد مجدداً، بصورة أو أخرى، احتمالاً وارداً ومخيفاً مما يتطلب الحذر الشديد واليقظة التامة. في أحوالنا الراهنة لا يجوز الاستسهال باحتمالات نشوء استبداد عسكري ما، مثلاً، مغلفاً هذه المرة بالعقيدة الدينية والأحكام الشرعية والتعصب المذهبي. لذا أحاول أن أتابع جيداً ما يجري في مصر اليوم، إذ عندما أعطى الرئيس المنتخب هناك محمد مرسي نفسه، فجأة، سلطات وحصانات استبدادية من نوع «لا يسأل عما يفعل وهم يسألون» (وهذا هو تعريف الطاغية)، هبّ نصف المجتمع المصري تقريباً، هبة شعبية عارمة لمنع الرئيس من السير في طريق إعادة إنتاج الاستبداد في مصر حتى لو كان ذلك لفترة معلومة على حد زعمه، وحتى لو كان خطابه خطاباً إسلامياً وشرعياً، حتى مشايخ الأزهر وقفوا إلى جانب الهبة الشعبية كما صوتت القاهرة بـ «لا» مدوية على دستور مرسي المسلوق سلقاً من جانب الإسلاميين (كما يقول المصريون). ولا أعتقد أن سوريا ستكون أقل من مصر في هذا الشأن أو أقل حرصاً على حماية نفسها من عودة الاستبداد بأي صفة كانت. طبعاً، تبقى خيارات المستقبل وأشكاله التاريخية القادمة مفتوحة، ولا توجد ضمانات مسبقة لأحد خاصة عندما نكون أمام أحداث تاريخية كبرى مثل الثورات ونتائجها القريبة والبعيدة.
توقعاتي بالنسبة لهذه المسألة تتلخص في أنه بعد رحيل النظام، وعودة أهل حماه إلى حماه، وأهل حمص إلى حمصهم، وأهل حوارن إلى ما تبقى من بيوتهم، وبعد تجاوز مرحلة قلقة محتملة من الفوضى والانتقامات الثأرية وتصفية الحسابات بين عدد من الأفراد والمجموعات، سيسود مجدداً في البلاد والمجتمع مزاج التدين الشعبي السوري البسيط والسمح والذي عرفت به سوريا المعاصرة، وعرف به شعب سوريا منذ عهد الملك فيصل.
من ناحية ثانية، عندما تبدأ عملية إعادة الإعمار والبناء، أعتقد أن رأس المال السوري والبرجوازية السورية عموماً ستتقدمان بقوة لقيادة مسيرة الإعمار والبناء هذه والاستثمار فيها والهيمنة عليها. وسترى سوريا على الأرجح بروز شخصيات ورجالات وقيادات جديدة طالعة من هذه الأوساط بحكم استمرار العملية وتصاعدها. لذا، أعتقد أن الإسلام الذي سوف يطفو على السطح سيكون إسلام “البزنس” وإسلام رجال الأعمال وأصحاب المشاريع والشرائح التجارية، وهو غير الاسلام السياسي الذي نتخوف منه بسبب تصلبه وتشدده في أتون المعركة الجارية. في مثل هذا المناخ المتوقع سيجري استيعاب تيارات الاسلام السياسي الأكثر تعنتاً وتخفيفها في بحر الاسلام الشعبي التقليدي ونموذج الاسلام التجاري – البزنس السوري المعتاد. أي أن سوريا غير مرشحة لسيادة ذلك النوع من الاسلام الذي يمنع التعليم ويحرق المدارس ويغلق الجامعات ويعطّل المعاهد ويحرم المرأة من التعليم والعمل المنتج. إذا أوصلنا الثورة إلى صناديق الاقتراع بأمان نسبي، لا أعتقد أن أياً من تيارات الاسلام السياسي في سوريا سيتمكن من اكتساح نتائج الانتخابات على الطريقة المصرية أو التونسية.

⁎ هل من صراع طبقي كامن في الثورة السورية؟ وكيف يتلاقى أو يتصادم مع البعد الطائفي الأكثر حضوراً في الخطاب الإعلامي والثقافي المعني بالثورة؟
⁂ نعم، للثورة في سوريا بعدها الطبقي الصراعي دون الاستهتار ببعدها الديني–المذهبي الصراعي أيضاً، لكن علينا ألاّ نأخذ المسألة الطبقية هنا بمعناها الماركسي–الأوروبي الكلاسيكي، حيث تتواجه بروليتاريا صناعية وطبقة عاملة عموماً من جهة، مع طبقة برجوازية مالكة لوسائل الانتاج ومحتكرة لفضل القيمة، من جهة ثانية. الأقرب إلى واقعنا هو صراع طبقي كما شخصه وبيّنه فرانز فانون في كتابه الأشهر «معذبو الأرض» ومن المفيد العودة إليه اليوم في أية محاولة لتشخيص الثورة السورية وفهم طبيعتها، بخاصة أن فانون كان رائداً حقاً في وصف آليات ومراحل تحول قوى سياسية وأحزاب وتنظيمات بدأت كأحزاب وحركات تحرر وطني في مجتمعات عالم ثالثية مقهورة، إلى طغم حاكمة انفصلت تماماً عن بداياتها وقواعدها الشعبية الأولى وعن البرامج التحررية التي تبنتها بداية وعن الأغراض التي جاءت من أجلها لتقوم بقمع جماهير بلادها الشعبية من معذبي أرضها وتدوس على رقابهم، ثم تتجه بالضرورة إلى تمجيد القائد الأوحد الذي يخرج من صفوفها إلى رفع شخصه فوق مستوى البشر والأرض والوطن، وصولاً إلى درجة التأليه، وحتى تجاوز حدودها. هذا كله دفاعاً عن احتكار الثروة والسلطة معاً مع ما يرافقهما من امتيازات ومغانم ومصالح طبقية وفئوية ضيقة على حساب البقية الباقية من البلاد وأهل البلاد وشعب البلاد. فالصراع الطبقي موجود في الثورة السورية بهذا المعنى، حيث يقوم معذبو الأرض السورية بثورة على حكم وحزب وطغمة عسكرية – مالية أمنية متسلطة وعلى قيادة وزعامة «وطنية» أبديتها من أبدية الآلهة. المفارقة الملفتة هنا هي أن عمال وفلاحي وحرفيي وطلبة وصغار كسبة سوريا (والجيش الحر منهم وفيهم) هم الذين يشكلون القاعدة الطبقية للثورة على حزب كان يقدم نفسه في يوم من الأيام على أنه حزب العمال والفلاحين وعلى قيادة «وطنية» كانت تدعي أنها بالفعل منهم وفيهم وجاءت أصلاً لتخلصهم من مظالم إقطاعية وبورجوازية واستعمارية سابقة. هذه الكتلة من معذبي الأرض السورية لا تتحرك بوعي طبقي-مصلحي واضح وحيد، بل تتحرك أيضاً بفعل انتماءاتها الدينية وعواطفها الطائفية وولاءاتها المذهبية، وبنوازع الثأر والانتقام لكرامتها المهدورة وحرياتها المسلوبة، وواقع القهر الشديد الذي عاشته وتعيشه، بالإضافة إلى تهميشها الدائم وخيباتها المتراكمة والمستمرة.

⁎ ما هي رؤيتكم لآليات الانتقال الديمقراطي في سورية؟
⁂ لا أعتقد أن سورياً واحداً اليوم يملك رؤية واضحة حقاً أو تصور متماسك لكيفية الانتقال الديمقراطي وألياته في بلده بعد رحيل النظام الأسدي. إذا أوصلتنا الثورة، بصورة ما، إلى صناديق الاقتراع، سأعتبر أن حقي قد وصلني كمواطن. من الطبيعي، كذلك، أن يتطلع شعب سوريا الثائر إلى يُسر الديمقراطية بعد عُسر الاستبداد والطغيان والقهر والحرمان. تفرض الديمقراطية نفسها هنا كخيار بديل لأسباب كثيرة على رأسها طاقتها الاستيعابية لعناصر الموزاييك السوري الغني الذي هو شعب سوريا بتنوعه وتلاوينه. يعني هذا أن الديمقراطية في سوريا ستحتوي على مقدار معين من «المحاصصة» التي لا مفر منها في الظرف الحالي، إلى أن نصل إلى ديمقراطية المواطن الحر بعيداً عن الاعتبارات الأخرى كلياً، أما الآليات الفعلية للانتقال إلى الحالة الديمقراطية، فلا يمكن الجزم أو حتى التنبؤ بها لأنها تعتمد على صيرورة الثورة ومسارها الذي مازال مفتوحاً على المفاجآت والاحتمالات كلها. الواقعية تدعوني إلى أن لا أتوسع في خيالي وتوقعاتي حول هذا الموضوع، بل النظر إلى الواقع كما جرى ويجري حولي، أي في بلدان مثل مصر وتونس وليبيا ولبنان والعراق حيث وصلت تلك المجتمعات إلى حالة ديمقراطية ما قلقة ومضطربة عبر مرحلة انتقالية كان فيها الكثير من العنف والقلاقل والغموض والالتباس، على أثر أحداث جسام زلزلت مجتمعاتها وأطاحت بأنظمة حكمها. وقياساً على هذا الواقع المُشاهد، أتوقع شيئاً شبيهاً لسوريا، ربما أكثر فوضوية واضطراباً وعنفاً من النماذج الأخرى لأسباب تخص الثورة السورية وتخص الوحشية الفائقة التي لجأ إليها النظام في محاولة قمعها وإيقافها.

⁎ كيف تقيم تفاعل المثقفين السوريين مع الثورة؟ وماذا يحتمل في تقديرك أن تكون مواقع المثقفين وأدوارهم في سورية الجديدة؟
⁂ أقيمه تقييماً إيجابياً على العموم. أريد أن أذكّر هنا أنه قبل اندلاع الثورة بزمان بعيد، كان مثقفو سوريا (وما زالوا) من مالئي الدنيا وشاغلي الناس، وانطباعي هو أن أعداداً لا تحصى منهم تقف اليوم مع الثورة وتعبر عنها، كل على طريقته، وتعمل ما في وسعها على مساعدتها على الاستمرار والانتصار.
أما الحفنة الصغيرة من المثقفين والفنانين السوريين الذين ناصبوا الثورة العداء أو وقفوا ضدها بحياء أو بنوع من الحياد الإيجابي أحياناً والحياد السلبي في أحيان أخرى، فهم معروفون ومعدودون جيداً ولا يشكلون إلاّ قلة قليلة، ولا ينطبق عليهم، بالتأكيد، القول العربي الشهير «إن الكرام قليل»، في الوقت الذي تمر عليهم الثورة مرور الكرام.
يعيدني السؤال عن علاقة المثقف بالثورة إلى سبعينيات القرن الماضي، حيث احتدم الجدل والخلاف والنقاش والفعل ورد الفعل داخل الثورة الفلسطينية نفسها حول هذه المسألة بالذات، وأسهم في ذلك كله وشارك عدد لا بأس به من مثقفي العالم العربي من كل مكان تقريباً. أثناء احتدام هذا الجدل، كنت أعمل في مركز الأبحاث التابع لمنظمة التحرير في بيروت وكنت عضواً مؤسساً لمجلة «شؤون فلسطينية» وعضواً في هيئة تحريرها. لذا تسنى لي أن أتابع عن كثب الضجة الكبيرة المثارة وقتها حول علاقة المثقف بالثورة. أما الرموز الملخّصة للشرر المتطاير وقتها فكانت: نموذج المثقف العامل في أجهزة منظمة التحرير، مثل مركز الأبحاث ومركز التخطيط وفي صحافة المنظمة وإعلامها، وحتى في مؤسسة الدراسات الفلسطينية المستقلة عن منظمة التحرير، يقابله نموذج الفدائي أو المقاتل في الخطوط الأمامية للثورة. أما الرمز الثاني فكان «الكلمة» في مقابل «الرصاصة»، وهل تفعل الكلمة فعل الرصاصة! وما صلة الرصاصة بالكلمة وأصحابها وما إلى ذلك من كلام سخيف. في التحليل الأخير، ظل هذا الخصام الثقافي عقيماً ولم يسفر عن نتيجة مفيدة لأحد، ووصلتُ إلى قناعة بأن السؤال بالأساس غلط بغلط، وبأن المشكلة الأولية زائفة ولا طائل منها، لأن المضمر في السؤال الأساسي هو افتراض شائع بأنه لا بد أن تكون للمثقف علاقة استثنائية بالثورة هي غير علاقة الطبيب أو الصيدلي أو المحامي أو الموظف أو الانسان العادي في الشارع، مثلاً. في نظري، يُحمّل هذا الافتراض الثقافة والمثقف أكثر بكثير مما يحتملانه من الأدوار والأعباء، فالمثقفون لا يصنعون الثورات أو يقودونها، قد يمهدون لها ويحرضون عليها ويصوغون بياناتها وبرامجها وينشرون دعايتها ويكتبون أدبها وينشدون شعرها وينتجون تحليلاتها ويموتون في سبيلها…، كما حدث مع غسان كنفاني وكمال ناصر ولوركا، وغيرهم كثير. لا أريد للثورة في سوريا أن تقع في مطب إعادة إنتاج هذا النوع من الخلاف والجدال والخصام، كما في كلام ظهر عن «الخنادق» و«الفنادق»، الذي أثبت عقمه عبر مسيرة الثورة الفلسطينية.
بالنسبة لسوريا الجديدة، فإن أهم ما يمكن للمثقفين أن يفعلوه بداية، هو التخلص من شيء اسمه وزارة الثقافة، ومن شيء آخر اسمه وزارة الإعلام، ثم تشكيل هيئاتهم الثقافية ومنتدياتهم الأدبية وحلقاتهم الفكرية واتحاداتهم المهنية المستقلة ذاتياً كلها وإدارتها جميعاً بغير تبعية لأحد أو هيمنة لطرف. بعد ذلك، هناك ما هو متعارف عليه من قيم الدفاع عن حرية الفكر والضمير والتعبير والإعلام وتداول المعلومات التي يجب الحرص عليها بشدة والتي عانينا معاناة فظيعة بسبب سلبها واحتكارها وغيابها. بعدها، على المثقفين أن يجودوا بأفضل ما عندهم ولديهم ويقدموه للناس في كل مكان، حتى يبقى المثقف في سوريا الجديدة مالئاً للدنيا وشاغلاً للناس. وبالفعل، ملأ المثقفون السوريون الدنيا وشغلوا الناس أثناء «ربيع دمشق» على قصره. فعلى الرغم من عقود سورية – بعثية – مخابراتية طويلة من الرقابة والحظر والمنع والمصادرة للمطبوعات والكتب والمجلات وتمزيق الصحف والجرائد وطمس كلمات في المعاجم والقواميس وسيطرة وسائل إعلام وثقافة رسمية واحدة موحدة في سوريا ذلك الزمان، أثبت المثقفون، عبر ما أنتجوه من كتابات ووثائق وتحليلات وتعليقات وانتقادات ومقالات، في فترة «ربيع دمشق»، أنهم أبناء الحاضر بكل معنى الكلمة أسلوباً ومعنى ومحتوى، وأنهم لم يتأخروا لحظة واحدة عن عصرهم وزمنهم وعالمهم الأوسع بتطوراته ومتغيراته كلها. كما أثبتوا أن هذه السنوات الطويلة من سياسة الرقابة والمنع لم تؤثر فيهم بشيء أو تمنع عنهم شيئاً له علاقة بثقافة العالم وفكره وفلسفاته وسياساته وأخباره الأخرى. وليتبين، في التحليل الأخير، أن السنوات المشؤومة إياها ذهبت هدراً وسدى وكأنها لم تكن بالنسبة لسلطات الرقابة الحاكمة.
ولأكون واقعياً، أقول أنه إذا تحقق 25–30 بالمئة فقط من هذا كله في سوريا الجديدة، تكون سوريا، عندئذ، قد حققت تقدماً هائلاً وقفزة كبيرة إلى الأمام. ملاحظة جانبية: عندما نتكلم عن الفعل الثقافي وفاعلية الثقافة، لا بد من أن نأخذ الأمر على الموجة الطويلة، وليس بمناسبة حدث ما بعينه حتى لو كان ثورة عارمة، لأن الفعل الثقافي تراكمي اجتماعياً وبطيء تاريخياً، ولا تظهر نتائجه النوعية إلاّ متأخرة. عندما تابعت ما كان يجري في ميدان التحرير في القاهرة وفي الميادين العربية الأخرى الشبيهة به، ودققت في الشعارات المرفوعة والمطالب المطروحة والأهداف المطلوبة والأشواق الفائضة، وسمعت كلمات وعبارات صادرة عن هذه الجموع الشابة مثل: الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية والدستور والتسامح الديني والمجتمع المدني وحقوق الانسان، فكرت فوراً بالفعل الثقافي التراكمي الذي فعلته سلسلة طويلة من المثقفين والأدباء والمفكرين وأساتذة الجامعات تمتد، لربما، من أحمد أمين إلى عبد الله العروي ومحمد عابد الجابري، مروراً بـ طه حسين وفؤاد زكريا وزكريا ابراهيم ولويس عوض وزكي نجيب محمود ونصر حامد أبو زيد، وفي سوريا تحديداً بـ جميل صليبا وأنطون مقدسي وأديب اللجمي وعادل العوا وياسين الحافظ والطيب تيزيني، إلى آخر اللائحة الطويلة جداً.

⁎ كمثقف علماني، يساري التوجه، يرفض علمانيون ويساريون تسمية ما يجري في سوريا على أنه ثورة على عكس ما تذهب إليه. على ماذا يستندون في رأيهم هذا في تقديركم؟ وهل هي فعلاً ثورة؟
⁂ في مناقشة هذا الموضوع أبدأ بالمعايير المحلية. في سنة 1952، نفّذ الضباط الأحرار في مصر انقلاباً عسكرياً أطاح بالحكم الملكي هناك، وسميّ الانقلاب «ثورة 23 يوليو». في سنة 1958، نفّذ ضباط في الجيش العراقي انقلاباً عسكرياً بقيادة الجنرال عبد الكريم قاسم، أطاح بالحكم الملكي هناك أيضاً، وأصبح اسم الانقلاب «ثورة 14 تموز». وتوالت الانقلابات العسكرية في العراق: انقلاب عسكري في 8 شباط 1963 تحول إلى «ثورة 14 رمضان»، انقلاب إضافي سنة 1968 أصبح «ثورة 17 تموز». وفي سنة 1963، نفذّت مجموعة الضباط الريفيين في سوريا انقلاباً عسكرياً استولوا فيه على السلطة المدنية في البلاد وقتها، وأخذ انقلابهم اسم «ثورة 8 آذار» وظهر شيء جديد عربياً اسمه مجلس قيادة الثورة. بعد هزيمة الجيوش العربية أمام اسرائيل في حرب «الأيام الستة» في حزيران 1967، صعدت المقاومة الفلسطينية المسلحة (الكفاح المسلح) لمقارعة الاحتلال الاسرائيلي الجديد، وسميّ ذلك كله «بالثورة الفلسطينية»، وشعارها «إنها لثورة حتى النصر». وفي سنة 1978-1979، قامت هبة شعبية هائلة في إيران أطاحت بحكم الشاه – بقيادة رجال الدين الشيعة- وسميت الحركة كلها «بالثورة الاسلامية في إيران». فإذا جرى العرف العربي، لأكثر من نصف قرن، على تسمية هذه الانقلابات العسكرية كلها، ومعها الكفاح الفلسطيني المسلح والهبة الشعبية الايرانية بالثورات، فلماذا يبخلون على ما يجترحه الشعب السوري من ملحمة بطولية اليوم في مقارعة الاستبداد والطغيان بلقب «ثورة»؟ علماً بأن معظم هؤلاء البخلاء كانوا قد جاروا التيار العام في وصف الأحداث المذكورة «بالثورات». الآن، إلى ماذا يستند هؤلاء البخلاء في بخلهم هذا؟ تقديري أن معظمهم يحمل بيده مسطرة خاصة يقيس بها مجريات التاريخ والأحداث المصيرية الجسام، ثم يطلق على كل واحدة منها الأوصاف والتسميات والتصنيفات التي تمليها عليه مسطرته الصغيرة المتحجرة. ينطبق هذا على القوميين بالنسبة لانقلاب عبد الناصر في مصر، مثلاً، وعلى اليسار والكثير من الشيوعيين بالنسبة لانقلاب عبد الكريم قاسم في العراق، وعلى الإسلاميين بالنسبة لثورة آية الله الخميني في إيران، وعلى قدامى الشيوعيين الذين يفتقدون في الثورة السورية الحزب الطليعي والقائد الكاريزماتيكي الملهم والنظرية الثورية الجاهزة، إلى آخر عناصر المسطرة مسبقة الصنع. أضف إلى ذلك ما كنت قد ذكرته سابقاً من أثر انحلال الأطر والجوامع السياسية والثقافية السابقة، وما رافق ذلك من عودة الكثيرين من هؤلاء البخلاء إلى عصبياتهم الطائفية والمذهبية والجهوية والإثنية الأولى، وإلى ولاءاتها الأكثر بدائية، مما ضاعف عدد المساطر الذاتية الجديدة التي تقاس بها ثورة الشعب السوري وتصنف على أساسها.
مع ذلك، إذا أراد بعض هؤلاء البخلاء وصل النظريات الثورية الجاهزة بالثورة في سوريا، فهذا موجود أيضاً، فالثورة السورية مارست بعفوية وتلقائية النظرية الثورية القائلة «بالبؤر الثورية» أو «الفوكو» (Foco) كما شرحها المنظر الفرنسي الشاب يومها ريجيس دوبريه في كتابه ذائع الصيت وقتها «ثورة في الثورة». كما تمارس الثورة عفوياً، وبلا الكثير من التنظير، ما كان قد تم التنظير له مطولاً في مرحلة سابقة، حول اتباع حروب التحرير الشعبية تكتيكات تُشتت القوة العسكرية المتفوقة بقوتها النارية وتبعثرها في كل مكان ممكن، مما يؤدي إلى شللها وإلى تحييد تفوقها الناري والعددي والعتادي. تمارس الثورة السورية كذلك وبشكل عفوي وحتى دون أن تدري، على الأرجح، النظرية الثورية الصينية–الماوية القديمة (والتي قيل الكثير فيها عربياً وبخاصة من جانب بعض هؤلاء البخلاء) القائلة بتقدم الأرياف الثائرة إلى محاصرة المدن وإسقاطها الواحدة بعد الأخرى، باعتبارها الحصون الأخيرة للسلطة التي يطالب الشعب بإزاحتها. تعيش التنسيقيات هي أيضاً في البحر الشعبي السوري الواسع «كما يعيش السمك في الماء» على حد تعبير شهير قدمته النظرية الثورية الصينية للعالم.

⁎ أعتقد أن ما يجري في سوريا الآن هو، أولاً، انتفاضة شعبية عارمة بالمعنى الكلاسيكي للانتفاضة كما ابتدعها الشعب الفلسطيني، وثم اضطر إلى عسكرتها، أي انتفاضة على طغيان عسكري تحولت قوات جيشه الضاربة إلى جيش احتلال كامل الأوصاف، يدّمر الحجر والبلد ويقتل البشر دون حساب. وهو، ثانياً، ثورة بمعنى أن الانتفاضة الشعبية السورية تسعى لاستعادة الجمهورية عبر الإطاحة بنظام وراثي قديم مفروض ومهترئ بأجهزته كلها، وإحلال نظام حكم جديد ومغاير محله. ألا يكفي هذا كله للاعتراف بأن في سوريا ثورة حقيقية اليوم؟.
بين أن يكون أفعى تختنق إن لم تغير جلدها، أو حرباء متلونة لا تكف عن تغيير مظهرها بحسب تغيرات الظروف من حولها (على ما ورد في سجال لك مع أدونيس)، كيف ترى أن يتفاعل المثقف مع واقع متغير؟ وبصورة عامة، لماذا يبدو أن المثقفين في مجالنا من العالم مُتغيرون أكثر مما هم مغيرون؟
⁂ بعيداً عن الاستعارات والتشبيهات بالأفاعي والحرباءات التي بدأها أدونيس، أقول: لا يوجد جواب جامع مانع وشافي على هذا النوع من الأسئلة في عالمنا العربي، لا سيّما بغياب أية معطيات موثوقة أو معلومات ميدانية أو عمليات سبر للرأي العام عموماً ولدى المثقفين تحديداً. لذلك لا بد لي من الاستناد في كلامي إلى الحدس والعموميات والانطباعات لا أكثر. فالاختلاف في توجهات المثقفين، كأفراد وكمجموعات، والتنوع في أمزجتهم وطبيعة اهتماماتهم، لا تسمح بأجوبة شافية ودقيقة في هذه المسألة.
بالنسبة لي شخصياً، مطلوب من المثقف أن يأخذ دوماً المستجدات التي يأتي بها الواقع المتغّير في الاعتبار، واستيعابها بصورة أو أخرى، بعقلية نقدية منفتحة، أي نقدية بالنسبة للواقع المتغير نفسه ولاتجاهات تغيره، من ناحية أولى، بالنسبة لذات المثقف نفسه، وللمقولات والمسلمات والافتراضات التي يحملها أصلاً ويقارب بها الواقع المتغير، من ناحية ثانية. أفترض أن المثقف الجاد والمثابر يمتحن جهازه الثقافي والمعرفي والفكري بما يحمله من التزامات ومسؤوليات على الواقع المتحرك كما أنه يعيد النظر في جهازه المعرفي والثقافي هذا على ضوء تجربته مع الواقع ومتغيراته ومستجداته. كما أنه يستخدم جهازه في نقد الواقع حين يرى لزوماً لذلك. أصلاً، الثقافة الحية حقاً لا تتوقف عن نقد وإعادة نقد نفسها وعن إعادة النظر في افتراضاتها الأولية وفي منطلقاتها الأساسية، وإلاّ لما تمكنت من تجاوز حاضرها وصنع مستقبلها. أعرف أن هذا كلام في العموميات، وإذا أردت التحديد أذكر، مثلاً، أن مثقفاً وشاعراً كبيراً مثل محمد الماغوط انتهى إلى حالة من اليأس العميق والتشاؤم الذي لا يرحم والسوداوية المفجعة في مواجهة الواقع العربي المتغير وتعامله معه. فضّل أدونيس الإنكار والتهرّب والتبرير في تعامله مع الواقع المتغير الذي اسمه الربيع العربي وبخاصة الثورة الشعبية في سوريا. كان أدونيس قد رفع شعار «مواقف من أجل التغيير والحرية والإبداع» في مجلته المعروفة «مواقف»، لكن عندما بدأ التغيير الجدي في سوريا واقتربت الحرية من سوريا، تراجع أدونيس أكثر من خطوتين إلى الوراء، بدل الاستيعاب النقدي الجاد لمستجدات الواقع العربي المتغير، وبدل إعادة النظر النقدية في مسلّمات جهازه الثقافي والمعرفي على ضوء الواقع العربي والسوري المتحرك والجديد. تفترض الشعارات إياها أن مثقفاً مثل أدونيس سيكون في طليعة المنحازين للتغيير والحرية في سوريا، مثلاً، والدفاع عنهما، ولكنه فضّل النأي بنفسه عن هذا كله ورمى بشعاره في مزبلة التاريخ.
من جهة أخرى، نحن نعرف أن الواقع المتغير يتغيّر أحياناً ببطء شديد، مما يؤدي إلى الإحباط والقنوط، وفي أحيان أخرى يتغير بصورة فجائية زلزالية وكوارثية تؤدي إلى الذهول والضياع لدى المثقف وغير المثقف على حد سواء. ولا توجد طريقة حتى الآن لتحديد مسبق لطبيعة تعامل أي مثقف أو مجموعة من المثقفين مع هذا النوع من التغير الفجائي الزلزالي الذي اسمه الثورة في سوريا اليوم وكيفية تعامل المثقفين السوريين وغير السوريين معه. مثال آخر، شكل كل من هزيمة العرب أمام اسرائيل في حرب 1967، وانهيار الاتحاد السوفيتي والفكرة الشيوعية بأكملها معه، تغيّراً تاريخياً من النوع الفجائي الزلزالي الكوارثي في الواقع القائم. وليس هنا المكان المناسب لمحاولة رصد تعامل المثقفين العرب، مثلاً، مع هذين المتغيرين، فهناك من استوعب المستجدات وفهم المغزى، وهناك من نقد الواقع والذات في الوقت نفسه، وهناك من رفض وكابر، وهناك من أنكر وبرّر، وهناك من يئس وترك، وهناك من طار عقله كما بيّن ممدوح عدوان في كراسه الجميل «دفاعاً عن الجنون»، وهناك من … وهناك من … السؤال صعب ومتغيرات الحياة العربية بخاصة، تجعل الإجابة عنه أكثر صعوبة من السؤال نفسه.

⁎ بنيت العلمانية العربية في أحد جوانبها على فكرة قصور المجتمعات العربية وأنها غير مؤهلة للديمقراطية، وربما هذا هو مؤدى فكرة التنوير الذي نادت به نخب علمانية، والذي يقع على عاتقه مهمة تحضير هذه المجتمعات. د. صادق هل ترى الثورات العربية نقضاً لهذه الفكرة؟ هل حان الوقت للتكلم عن علمانية بمضامين جديدة إذاً؟
⁂ في الأساس لا توجد شعوب أو مجتمعات مؤهلة للديمقراطية بطبيعتها وبصورة مسبقة أكثر من شعوب ومجتمعات أخرى. حيثما نظرنا شرقاً أو غرباً، في عالمنا المعاصر، نجد أن الديمقراطية عادة مكتسبة، كما أن العلمانية حالة مكتسبة أيضاً وليس بهذه السهولة على الإطلاق، فالموانع كانت دوماً كبيرة والعقبات كثيرة داخلياً وخارجياً عند الجميع. كما أني لا أعتقد أن النخب التنويرية العلمانية العربية كان هدفها أصلاً مجرد تحضير وإعداد مجتمعاتها لتصبح مؤهلة لتقبل الديمقراطية. كان هدفها وطموحها ومطلبها هو نهضة شاملة من مفرداتها الديمقراطية والعلمانية. الإحساس الواقعي جداً بالقصور العميق والعجز المزمن كان عامّاً وطاماً لكل مجتمعات وثقافات الكرة الأرضية منذ الطفرة التي طرأت على أوروبا الغربية عبر الثورة العلمية في القرن السابع عشر، ومن ثم الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر، وما ترتب عليهما من نتائج وتحولات تاريخية عظمى. بسبب من واقع هذا القصور العميق والعجز المستمر والانكشاف الكامل، دخلت مصطلحات الاصلاح والتجديد والتحديث والتنوير والمعاصرة والنهضة مجال التداول والأخذ والرد والفعل ورد الفعل ليس عندنا فقط، بل عند الحضارات والثقافات والشعوب التاريخية الحية الأخرى أيضاً. عند البحث في التنوير والنهضة عندنا، نحن نعود دوماً إلى جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، لكن قليلاً من التدقيق سيبين أنه كان هناك ما يشبه الأفغاني ومحمد عبده وما يمثلانه في إيران وروسيا والهند والصين واليابان، وفي إفريقيا أيضاً. لذلك أرى أن مسألة التنوير أكبر بكثير من مجموعات من النخب المثقفة والعلمانية التي تحاول تأهيل شعوبها لتقبل الديمقراطية عبر التوعية بضرورة العلمانية والعلمنة لتجاوز مشاكل القصور والعجز القائمين. ولا أعتقد أن ثورات الربيع العربي الراهنة قادرة على نقض فكرة التنوير بمعناها التاريخي الأوسع، هذا لو أرادت، فهي أيضاً تقول بالإصلاح والديمقراطية والتجديد والحرية والكرامة والنهضة والدستور وما إليه. وتريد، إن استطاعت، الاستجابة إلى رغبة دفينة عميقة وشبه جارفة في فاعليتها لدى هذه الشعوب كلها لتجاوز القصور المقيم في مجتمعاتها والتغلب على العجز الذي تشعر به دوماً في أعماقها. تبقى شروط واحتمالات النجاح أو الاخفاق في ذلك كله، مسألة أخرى.
أخيراً، أهم ما في العلمانية والديمقراطية هو طاقتهما الاستيعابية، بخاصة في المجتمعات المتعددة والمتنوعة، الإثنيات والأعراق والأديان والمذاهب والملل والنحل واللغات واللهجات… الخ. بالإضافة إلى مقدرة هذه الطاقة الاستيعابية على توفير مناخ جيد وإيجابي لاستتباب السلم الأهلي، ليس قهراً وبالقوة العارية، وعلى توفير آليات مجرّبة جيداً (لدى الكثير من البلدان والشعوب والمجتمعات والثقافات الراهنة) لتداول السلطة سلمياً على أوسع نطاق في المجتمع. أضف إلى ذلك أن من ميزات العلمانية والديمقراطية أيضاً أنهما توفران أرضية محايدة لتلتقي عليها المذاهب والعقائد الدينية المتنافرة والاقصائية بطبيعتها، وبحيث تتمكن من التعامل مع الفضاء العام والشأن الوطني والساحة السياسية الجامعة استناداً إلى قواسم مشتركة عظمى وتوافقات طوعية حرة يستحيل على أي من هذه المذاهب والعقائد توفيره بنفسه أو لوحده. وأنا أخاف من عبارات مثل «علمانية بمضامين جديدة» و«ديمقراطية متلائمة مع قيمنا وتراثنا»، وما إلى ذلك من تحايل على العلمانية والديمقراطية، برعت فيه أنظمة الاستبداد في كل مكان من أجل تجميل استبدادها وتأبيده.
بالنسبة لمسألة حاجتنا إلى علمانية بمضامين جديدة، فالمضمون الجديد الذي أسمع به الآن يتلخص ،على ما يبدو، بإحلال فكرة «مدنية الدولة» في بلدان مثل العراق وسوريا ومصر، محل علمانيتها الناقصة أصلاً. في التحليل الأخير، هذه ليست سوى عبارة مهذبة للكلام عن العلمانية في الدول المذكورة. هذا في الشكل، أما في المضمون: معروف أن أحد مضامين العلمانية يمنع منعاً باتاً، على سبيل المثال، أن يكون المواطن المسيحي العراقي أو السوري أو المصري ذمياً. هل توجد أية مضامين جديدة يمكن إدخالها على العلمانية كما نعرفها، بحيث تعالج مضمونها الأول المانع هذا بشكل آخر أو مختلف، أو بحيث تؤكده أو ربما تلغيه وتحل محله؟ إذا أردنا المواطنة والمساواة حقاً، فلا بد من العلمانية بمضامينها المعروفة، وإن جاءت تحت أسماء أخرى.
كذلك تعني العلمانية في عراق اليوم، إبعاد الشرع الإسلامي بصيغته الشيعية الراهنة (ولاية الفقيه) والشرع الإسلامي بصيغته السنية الحالية (الحاكمية)، إبعادهما عن السلطة وعن الدولة وأجهزتها وعدم السماح لأي منهما بالسيطرة على الحياة العامة للبلد ومرافقها، تجنباً لحرب أهلية مرجحة، ومنعاً لحرب طائفية مجربة.
أسأل الآن: هل هناك مضامين جديدة يمكن إدخالها على معنى العلمانية في العراق اليوم، قادرة على معالجة هذه المشكلة بصورة مختلفة أو على إخراج البلد من المأزق الخطير الذي يهدده؟ بعبارة أخرى، إذا أردنا للعراق الحفاظ على نفسه وعلى سلمه الاجتماعي والأهلي، لا بد من العلمانية بالمعنى المذكور أعلاه مهما كانت التسميات والمصطلحات.

رجل في الظلام ـ بول أوستر: كتب ـ عبدالله خليفة #عبدالله_خليفة

ملامح 5 لـ عبـــــــدالله خلـــــــيفة

كيف تأثرت أعمال عبدالله خليفة بالسياق الثقافي والسياسي في البحرين؟
أعمال عبدالله خليفة تأثرت بشكل كبير بالسياق الثقافي والسياسي في البحرين، حيث جسدت تحولاته الاجتماعية والاقتصادية، خاصة بعد اكتشاف النفط. في رواياته، ركّز على توثيق الحياة الشعبية، مسلطًا الضوء على معاناة الفئات المهمشة مثل الغواصين والفلاحين، مما يعكس واقع البحرين في فترات مختلفة. كما تناول القضايا الإيديولوجية، حيث قدم نقدًا اجتماعيًا وسياسيًا عميقًا عبر شخصياته، مما جعل أعماله تحمل طابعًا فكريًا واضحًا.
أسلوبه السردي كان مزيجًا من الواقعية والسخرية، مما أضفى على كتاباته طابعًا مميزًا وساهم في جعلها أكثر تأثيرًا في الأدب البحريني. بالإضافة إلى ذلك، لعب دورًا في توجيه الجيل الجديد من الكتّاب، حيث فتح المجال أمامهم لاستكشاف القضايا الثقافية والاجتماعية من منظور جديد.

كيف تأثرت كتاباته بالتغيرات السياسية في البحرين؟
عبدالله خليفة تأثر بشكل كبير بالتغيرات السياسية في البحرين، حيث كانت كتاباته تعكس التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها البلاد. في حوار أجراه عام 2011، تحدث عن الحراك الاجتماعي والسياسي في البحرين ودور القوى التقدمية في مواجهة التحديات السياسية. كما ناقش تأثير الاحتجاجات والمطالب الشعبية على المشهد الثقافي والفكري، مشيرًا إلى أن الأدب يمكن أن يكون وسيلة للتعبير عن الطموحات السياسية والتغييرات الاجتماعية.
بالإضافة إلى ذلك، كان خليفة ناقدًا بارعًا للواقع البحريني، حيث تناول في كتاباته إشكالية النقد والوعي الاجتماعي، مسلطًا الضوء على التحديات التي تواجه المثقفين في تحليل البُنى الاجتماعية والسياسية. أسلوبه الأدبي كان يمزج بين التوثيق التاريخي والرؤية النقدية، مما جعله أحد أبرز الأدباء الذين استخدموا الأدب كأداة لفهم الواقع السياسي.

ما هي المواضيع الرئيسية في رواياته؟
روايات عبدالله خليفة تتناول مجموعة من المواضيع العميقة التي تعكس الواقع الاجتماعي والسياسي في البحرين والمنطقة العربية. من أبرز هذه المواضيع:
الهوية والصراع الاجتماعي: يعكس خليفة في أعماله التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها البحرين، مسلطًا الضوء على الصراعات الطبقية والتغيرات السياسية.
التاريخ والواقع: يستخدم السرد الروائي كوسيلة لفهم التاريخ البحريني والعربي، حيث يدمج الأحداث التاريخية مع الشخصيات الخيالية لإبراز تأثير الماضي على الحاضر.
الحرية والنضال السياسي: نظرًا لانتمائه للحركات السياسية، تناول في رواياته قضايا الحرية والنضال ضد الظلم، مما جعل أعماله تحمل طابعًا نقديًا قويًا.
البيئة والمكان: المكان في رواياته ليس مجرد خلفية للأحداث، بل عنصر أساسي يعكس التغيرات الاجتماعية والثقافية، كما هو موضح في دراسة تحليلية عن المكان في أعماله هنا.
الجانب الفلسفي والإنساني: طرح تساؤلات حول الإنسان والمجتمع، مستخدمًا أسلوبًا سرديًا يعكس عمقًا فكريًا وفلسفيًا.

كيف أثر عبدالله خليفة على الأدب البحريني الحديث؟
عبدالله خليفة كان أحد أبرز الروائيين والكتاب البحرينيين الذين تركوا بصمة واضحة في الأدب البحريني الحديث. من خلال أعماله الروائية والنقدية، ساهم في تطوير السرد الأدبي البحريني، حيث تناول في كتاباته قضايا اجتماعية وسياسية بأسلوب واقعي وتحليلي عميق.
تميزت رواياته مثل الينابيع وأغنية الماء والنار، بتقديم سرد غني يعكس التحولات الاجتماعية والاقتصادية في البحرين، مما جعلها مرجعًا هامًا لفهم تاريخ المنطقة من منظور أدبي. كما كان له دور في تعزيز الفكر النقدي من خلال مقالاته ودراساته التي تناولت الأدب العربي الحديث.

إلى جانب ذلك، كان خليفة ناشطًا ثقافيًا، حيث شارك في الحراك الأدبي البحريني وساهم في تشكيل رؤية جديدة للأدب المحلي، مما ألهم العديد من الكتاب الشباب.
ما هي السمات المميزة لأسلوب عبدالله خليفة في الكتابة؟
أسلوب عبدالله خليفة في الكتابة يتميز بعدة سمات جعلته أحد أبرز الروائيين البحرينيين. من بين هذه السمات:
الواقعية العميقة: كان خليفة يستخدم أسلوبًا سرديًا يعكس الواقع الاجتماعي والسياسي في البحرين، حيث تناول قضايا مثل التحولات الاقتصادية والصراعات الطبقية بأسلوب تحليلي دقيق.
التاريخ والسرد: دمج في رواياته بين السرد الأدبي والتاريخ، مما جعل أعماله مرجعًا لفهم التحولات التي شهدتها البحرين عبر العقود.
البعد الفلسفي: لم يكن مجرد كاتب يروي الأحداث، بل كان يطرح تساؤلات فلسفية حول الإنسان والمجتمع، مما أضفى على أعماله عمقًا فكريًا.
التقنيات السردية المتطورة: استخدم خليفة تقنيات سردية حديثة، مثل تعدد الأصوات والرواية غير الخطية، مما جعل أعماله أكثر تميزًا في الأدب العربي الحديث.

عبــداللـــه خــليــفـــة: الكتابة سجل للاعتراف

الكاتب البحريني عبدالله خليفة (1948ــ 2014) يُعد بحق أحد أهم الروائيين في أدب القصة القصيرة والرواية الحديثتين في الوطن العربي، فقد تابعت إبداعه القصصي والروائي منذ ستة عشر عاماً، وكتبت ونشرت الدراسات والقراءات عن أغلب ما إبدعه في مجال القصة والرواية في المجلات الثقافية العربية المُحكمة، كمجلتي نزوى والبحرين الثقافيتين الفصليتين، وفي الصحافة الثقافية اليومية والأسبوعية، وربطتني به صداقة أدبية وزمالة عمل في ثقافية جريدة أخبار الخليج البحرينية، التي يشرف على صفحتيها الأسبوعية وإلى يوم وفاته يرحمه الله تعالى في يوم 21 أكتوبر 2014.
هذه التجربة القرائية في إبداعه هي حصيلة صداقة أديبين، اضعها في هذا البحث بين يدي القارئ المتخصص والقارئ العادي، لمعرفة لماذا ازدوجت المقاييس في تقنيات الفن القصصي والروائي لدى هذا المبدع، وعدنا من جديد نقرأ روايات هي في الحقيقة قريبة جداً من تقنيات كتابة السيرة بل هي تلبس لبوسها في احيان كثيرة مع المحافظة على قناع هنا، وهناك لشخصياتها، بدافع حياء كاتبها العربي من إشارة النقد لهذه الحياة المسرودة في المتن القصصي أو الروائي، وليس سراً، فقد اُستل هذا القناع من تقنيات وآليات العمل الروائي.
تجربة عبدالله خليفة في الكتابة الأدبية، كنموذج لهذا الضرب من الكتابة الجديدة، هي أظهار إيجابيات التقنيات التي استخدمها الكاتب، وسلبياتها على مجمل تجربة الكاتب الإبداعية، متوخياً أن تكون دراستي منتمية إلى حقل الدراسات الثقافية أكثر مما هي منتمية إلى حقل البحوث الأكاديمية التقليدية، والأطروحات الجامعية الصارمة، لإبراز تجربة الكاتب كمؤشر دال على التغييرات الكبرى التي اصابت أدبنا الروائي والقصصي، خصوصاً بما يتعلق ببحثي عن مزايا الكتابة الجديدة، وصعوبات كتابتها، والنماذج المطروحة في القصة القصيرة والرواية، التي كتبها هذا الكاتب، ونجحت في استيعاب هذه التحولات الكبرى في الأدب الغربي، والتي درست تقنياتها ومادتها دراسة معمقة في العديد من مقالاتي المنشورة طوال ثلاثين عاماً من نشاطي الثقافي والأدبي المتخصص.
وكان بحثي ليس بعيداً عن حياة كتابها وسيرهم الذاتية، وما عاشوه من تجارب حياتية مختلفة، فالكتابة الجديدة لا تختلف كثيراً عن حياة كتابها، وما عاشوه من تجارب بل أنها في بعض الأحيان هي حيواتهم، مسجلة سطراً بسطر وكلمة بكلمة، وكأنما تقرأ سجلاً لاعترافاتهم بما عاشوه من تجارب سياسية، واجتماعية في فترة إحباطهم، وفشلهم أو بعد نجاحهم، وفي بعض الاحيان تقترب صفحات تلك الكتابات الأدبية -قصصية وروائية- جداً من تفصيلات المدونات اليومية لأي مثقف أنتظم في تدوين ما يحصل في حياته يومياً، إلى درجة أنهم اضطروا لفتح الأدراج عن رسائلهم الغرامية، التي كتبوها لحبيباتهم في فترة من فترات حياتهم ونشروا رسائل حميمية تلقوها من اصدقائهم و أهلهم، وكما كتبت عن ذلك في نماذج قصصية وروائية كثيرة أجنبية وعربية.
فقد امتلأت قصص مجموعتين قصصيتين لعبدالله خليفة بهذا النوع من القصص التي تحكي محكيات من حياة كاتبها، فنجد في مجموعته «سهرة» التي صدرت عام 1994 و«دهشة الساحر» التي صدرت عام 1997 الكثير من القصص التي تحكي عن المعاناة.
كتابة للتغيير
وهذا ما نلمسه في الكثير من قصص المجموعتين للكاتب عبدالله خليفة إلى جانب النشاط الفكري والسياسي لأبطال قصص أخرى نستقرئ منها حياة كاتبها في بواكير شبابه حين كان ناشطاً فكرياً في سنوات الدراسة الثانوية، وناشطاً سياسياً فيما بعد في المعهد العالي للمعلمين.(1).
فقصص مثل: السفر، سهرة، قبضة تراب، الطوفان، وغيرها من قصص المجموعتين كما سنرى في فصول لاحقة من الكتاب كتبها الكاتب من وهج تجربته الشخصية، فهي سرود عن حياة الفقراء من العمال واصحاب حرفتي الصيد والغوص من الباحثين عن رزقهم في صيد السمك أو الِلؤلؤ أوعمال حفر آبار النفط المياومين، والصحفيين المتعاونين مع الصحف الفقيرة، التي لا تكاد أن تغطي ثمن مطبوعاتها، وتتخذ هيئات تحريرها من الصحافة وسيلة لحسم الصراع السياسي مع خصومها الطبقيين أو من يعادونهم فكرياً وسياسياً.
القصة لدى هذا الكاتب كما الرواية والمقال السياسي، وكل هذا النتاج الأدبي والفكري لبس لبوس الحياة الشخصية لكاتبها، وحكت القصص والروايات عن همومه الفكرية والسياسية والأجتماعية، وكل هذه الهموم لم تكن معزولة كما سنرى عن هموم المواطن العادي، ولا عن تطلعاته في البحرين والوطن العربي عامة، صحيح أن الفقراء والمحتاجين الذين كتب عنهم عبدالله خليفة لا يقرأون ما كتب عنهم، وهو يعرف هذا، فهو يكتب عنهم وليس لهم، أنه يكتب على أمل التغيير لاحوالهم والتخفيف عن معاناتهم من قبل الحكومات واصحاب الشأن السياسي، ألتزاماً منه بما يفرضه عليه واجب الوفاء لأهله، ومن عاش معهم وعانى معهم وبسبيلهم طوال سنوات عمره، والناقد يجد في «المسرود» وهو نتاج اللحمة بين حياة الكاتب والمكتوب عنه، وهذا المسرود الذي بين أيدينا هو خير حقل لدراسة كتابات الحساسية الجديدة في الأدب العربي في مجالي القصة والرواية.
أن الروايات التي نشرها الكاتب عبدالله خليفة كالينابيع، الأقلف، ذهب مع النفط، عنترة يعود إلى الجزيرة، عقاب قاتل، اغتصاب كوكب، ساعة ظهور الأرواح، محمد ثائراً، علي بن أبي طالب شهيداً، وغيرها من الروايات والمجموعات القصصية حبلى بموضوعات جديدة على القارىء شكلاً ومضموناً، فقد ضمن رواياته معرفة فلسفية واقتصادية وسياسية ونفسية وميثولوجية، وتاريخية، ومعرفة السارد في هذه الروايات مساوية لمعرفة الكاتب، فالسارد تبعاً لهذا لديه قضية فكرية وسياسية، وجمالية يريد توصيلها إلينا عبر ــ فن كلي ــ هو فن الرواية كما هو معروف هذا الفن النصي نقدياً والرواية من كُلِيَاتَهْا تجمع بين اعطافها جميع فنون القول، وهي خير مبحث لمن اراد البحث في حياة كاتبها والمجتمع الذي كتبت عنه وله، هذا في المضمون، أما في الشكل، فكتابات عبدالله خليفة الروائية والقصصية جمعت بين الأساليب التقريرية والبلاغية الجمالية القائمة على الاستعارة والمجاز، والإيقاع، والرمز والإشارة، ولذلك فكتابات هذه الكاتب المهم حملت للمتابع ما يحتاجه للكتابة عن هذه التجارب الأدبية، وكاتبها، وفرز ما احرزته من نجاحات أو اخفاقات لتطوير الأدب القصصي والروائي البحريني والخليجي والعربي عامة شكلاً ومضموناً.
نجيب محفوظ
لقد قرأ عبدالله خليفة اعمال نجيب محفوظ قراءات تمثلية*، فقد وضع نصب عينيه تجربة هذا الكاتب الكبير في الكتابة والحياة، ونجد ذلك واضحاً في كتابه الذي نشره عن إبداع نجيب محفوظ واستخلص منه حقائق كثيرة عن الإبداع لدى هذا الكاتب المصري، فكتب عنه قائلاً: «أن انتقال نجيب محفوظ من التاريخية إلى المرحلة الاجتماعية كان من دواعي التطور المديني والاجتماعي، الذي طرأ على الحياة في مصر، وذلك التنوع في الحياة، الذي حاول محفوظ أن يتابعه عبر لوحات وقصص متتابعة تبدو كل واحدة من هذه القصص مستقلة بذاتها. «وكتب عن رواية «بداية ونهاية»، معتمداً على التحليل الجزئي وتشكيل التعميمات الواردة في الرواية .. ومستنتجاً الإسقاطات السياسية على الرواية.
فقال: «الإسقاط السياسي من حزب الفئات الوسطى المصرية على الرواية والشخصية، تعبير عن عجز حيثياتها الفنية من إنتاج تصور ديمقراطي نضالي من داخلها، لكون الشخصيات تابعة للإقطاع سلباً وإيجاباً.»(2).
وحرص عبدالله خليفة على تفكيك شخصيات الرواية متتبعاً مصائرهم، ومحدداً الثغرات الفنية الموجودة في حيواتهم، وذلك من خلال حالات النكوص في بنية الثائر الفردي، الذي يريد تغيير المجتمع وفق إرادته وفهمه الشخصي للدوافع الذاتية للمحيطين به.
وفهمه القاصر لبنية وتحرك المجتمع من حوله، وقد اختار الروائي عبدالله خليفة في رواياته كالينابيع، وساعة ظهور الأرواح، وذهب مع النفط تقنيات لم يستخدمها نجيب محفوظ في سروده الواقعية، فقد حدثنا عبدالله خليفة عن الماء العذب، كما جاء في روايات وقصص الواقعية السحرية، لماركيز وأستورياس وبورخس، فالماء في البحرين قديماً كان يستخرج من قاع البحر المالح، وهذه المفارقة الواقعية نجدها أيضاً في الواقع، كما تشير كتب التاريخ عن البحرين، فقد جاء أن « الكثير من الأشخاص أكدوا للمؤرخ نيبور الذي يروي عنه من سجلوا تاريخ البحرين وجود ينابيع مياه عذبة (كواكب) على عمق قامتين ونصف قامة في البحر(القامة تساوي 6 اقدام لقياس العمق) على بعد مسافة قصيرة من الشاطئ، وان الصيادين دائما يغوصون إلى ذلك العمق لملء جرارهم»(3)
وتناول عبدالله خليفة بالدراسة في احد فصول كتابه، البناء الفلسفي والفني في عمل نجيب محفوظ الملحمي «أولاد حارتنا» الذي كان سبباً في أن ينال نجيب محفوظ في التسعينات طعنة سكين في رقبته من احد المتطرفين الإسلاميين منعته من الكتابة لفترة طويلة، وكان سبب كل الإشكالات التي حدثت مع هذه الرواية هو تجسيد الكاتب الأنبياء على نبينا وآله وعليهم أفضل الصلوات والسلام في شخصيات روائية، وكذلك كونها «تتحدث عن قصص الأديان السماوية في المنطقة»..(4).
عودة عنترة
روايات عبدالله خليفة التي امتلأت بالكثير مما اعتنقه أبطاله من الفكر الديني المتشدد، وما واجههم به من أبطال لا يؤمنون بالفكر الديني كحل لمشاكل الناس، كما في روايته الأخيرة «عقاب قاتل» وقد تقبل المجتمع البحريني المتسامح الكثير من طروحات الروائي الفكرية للروائي عبدالله خليفة بتفهم عميق، وأريحية قل مثيلها في المجتمعات العربية والإسلامية، والمجتمع البحريني، كما تشير كتب التاريخ مجتمع منفتح على الأفكار، وكل جديد بحكم استقباله للأجانب من كافة بقاع الأرض وصهرهم في عاداته وتقاليده، وقد ثبت تاريخياً عن بدايات تنظيم شؤون الأجانب في البحرين» فخلال عام 1956 أصدرت الحكومة البحرانية إعلانين (أمرين) يتعلقان بالأجانب القاطنين في البحرين الإعلان الأول يدعو جميع اصحاب الفنادق و(الخانات) بتزويد الشرطة، وسلطات الجوازات كل شهر بتفاصيل الأشخاص المقيمين، لديهم وجنسياتهم إما الإعلان الثاني، فكان يمنع أي أجنبي من فتح دكان أو محل تجاري قبل الحصول على ترخيص من الحكومة بذلك.»(5).
وكذلك فإن البحراني له قابلية كبيرة على التسامح والعيش بسلام ومحبة مع جيرانه، لذالك فهو من القديم مجتمع قليل الجرائم ويشير تاريخ البحرين إلى هذه الحقيقة، ففي عام كامل هو عام 1966 لم تقترف فيه سوى ثماني جرائم قتل، واحد عشر محاولة قتل و41 جريمة عقاقير خطرة و298 جريمة مسكرات، في الوقت الذي كانت تسجل في دول العالم في ذلك الوقت نسبة لعدد السكان مئات جرائم القتل، ومثلها في أبواب اقتراف الجرائم الأخرى، ويسجل عن احوال المحاكم البحرينية أنها في عامي 1929 و1930 نظرت خلال سنتي 1929 و1930 في عدد من القضايا التي كشفت عن حالة مزرية جداً للأمور، فالكثير من النساء والأطفال، تمت سرقتهم وخداعهم على يد أشخاص من المفترض إن يكونوا حارسين لمصالحهم، وراعين لأملاكهم، وفي حالات عديدة كان المواطنون على علم بالحقائق، لكن لا احد منهم اعتبر من واجبه إخبار المحكمة بها ولم يكن الأشخاص المسروقين غير قادرين على الشكوىّ»(6).


ويؤشر عبدالله خليفة تقاطعات رواية أولاد حارتنا لنجيب محفوظ مع التوراة، والعمل الترميزي الذي تبناه محفوظ في سرده الروائي ص93.
وتناول أيضاً بالدراسة المستفيضة لشخصية المنتمي المأزوم في رواية «السمان والخريف»منتهياً إلى نتيجة مفادها: أن»هذه الرواية هي استمرار لأسلوب نجيب محفوظ الجديد، الرواية-القصيدة»(7) والتي تتناول فترة سقوط حكومة الوفد بسبب إلغائها معاهدة 1936 وتشجيعها للعمل الفدائي ضد المحتل الانجليزي.
وضغط الانجليز على الملك فاروق بعد مؤامرة حريق القاهرة المعروفة، بإسقاط الوزارة الوفدية، وتناول الكاتب البناء الفلسفي في رواية «الطريق» مستنتجاً من دراسته لهذه الرواية «أن اعمال محفوظ الأولى التي تظهر أهمية الأب تتحول إلى التجريد العام في هذه الرواية.
«فلم يعد الأب أباً لعائلة بل لسلطة كلية حانية غائبة.»(8) وتناول بالتحليل البناء الفلسفي في رواية «الشحاذ» فغدا المنللوج الداخلي في هذه الرواية، قصيدة طويلة ظاهرة في المتن، وفي تكامل مع منطق الأحداث».(9) حسبما وجد عبدالله خليفة، واتبعه فيما بعد فيما كتب من روايات بعد نشره لروايته «عودة عنترة إلى الجزيرة» كرواية «الأقلف»، و«عقاب قاتل» و«اغتصاب كوكب».
رباعية الأسكندرية
وتناول «ملحمة الحرافيش» لمحفوظ واستنتج منها أنه «كلما كبرت رؤية الكاتب ازدهرت اصابعه بالضوء»(10) وهذا اكتشاف كبير سيبني عليه عبدالله خليفة أغلب رواياته، فهو يضع لشخصياته رؤى اجتماعية وفلسفية واخلاقية يمكن تعميمها على الكثيرين، وبالتالي فإن الكثيرين في المجتمع يصلحون كأبطال في روايات عبدالله خليفة، فتوحد نجيب محفوظ مع الألم الشعبي بعد أن تخلى عن ملابسه الأجنبية الفضفاضة، والارستقراطية الضيقة بارتدائه الملابس الشعبية والجلوس مع الناس البسطاء في المقاهي وفي التجمعات السكانية في احياء الثقاهرة القديمة.
واعتبر الكاتب في احد فصول كتابه: «أن نجيب محفوظ في «ميرامار» قد عاد إلى النقد الاجتماعي، الذي بدأه في مرحلة مبكرة من كتاباته الروائية، وشبهها «برباعية الإسكندرية» للورنس داريل، من حيث تعددية الأصوات»(11) واحداثها التي تجري في المدينة نفسها.
وتناول تحول نجيب محفوظ إلى التاريخ عبر كتابه «أمام العرش» الذي صدر عام 1983 والذي حاكم بشكل قصصي حواري حكام مصر (12).
وتناول رواية «حضرة المحترم» لمحفوظ دارساً شخصية البطل المأزوم اجتماعياً، وفي رواية»العائش في الحقيقة» التي اعتبرها «عودة من محفوظ للرواية التاريخية» أنه يعود إلى أصله الفكري الأول « توظيف التاريخ في بنية العمل الروائي بهيئة حدوثة حقيقية»(13).
وعندما تناول رواية «الباقي من الزمن ساعة» لمحفوظ، فأنه وجد أن الرواية هي رواية تسجيل، وكذلك هي عبارة عن رواية تقريرية «مطولة عن عائلة «حامد برهان» منذ سنة 1919» وحتى تاريخ كتابة الرواية. (14).
رحلة عبدالله خليفة مع نجيب محفوظ الفكرية في إبداع الأخير الروائي والقصصي، كانت نقلة ضرورية للكاتب عبدالله خليفة نقلته قريباً من عوالم صاحب النوبل، ورسم ذلك العملاق لعبدالله خليفة خارطة طريق لإعادة رسم اللوحة، التي رسمها الكاتب المصري للواقع المصري، والتي من الممكن أن يرسمها بطريقة مشابهة كاتب عربي آخر ببصماته الخاصة وطريقته وتقنياته ليحكي للأجيال الحالية والقادمة تاريخ بلد كالبحرين .
القارة الكبيرة
رصد الروائي عبدالله خليفة في روايته الينابيع(15) التي صدرت في طبعة كاملة، ومنقحة قبل وفاته بشهور قليلة تاريخ البحرين ابتداء من القرن الثامن عشر، والتاسع عشر وانتهاء بأيام الهاتف النقال الحالية، وجعل خليفة بطله محمد العوّاد مدخلاً لعصر التنوير، وبداية لتاريخ التدخل الأوربي المباشر في شؤون المنطقة العربية ومنها البحرين.
ومن البديهيات المعروفة أن كل بلد في العالم بحاجة ماسة إلى ملحمة أدبية، فكرية، فلسفية، وحكائية تؤرخ تكوينه السياسي، وتكوين شرائحه الأجتماعية، ونضوجه، وتسجل ماضيه الإنساني خلال قرن أو اكثر.
المادة التاريخية التي صنع منها الروائي عبدالله خليفة روايته الينابيع مادة غزيرة جداً، فقد بذل الكاتب جهداً كبيراً في لملمتها، لإعطائها صيغة قصصية، خبرية، تفيد في رسم صورة كاملة لمشهد البحرين في العقود الستة الماضية، وهي العقود التي يمكن الرجوع إليها من خلال توثيقها السابق بالصورة، والأسماء نقلاً عن جرائد، ومجلات، وسجلات قديمة للحكومة، في وقت كانت هناك قلة في توفر وسائل التسجيل كالصحافة ( ومثلما يرد في كتاب احد مؤرخي البحرين أن الجريدة الوحيدة في البحرين كانت جريدة الأضواء الأسبوعية عام 1965) كما أن التصوير والتسجيل الصوتي كانا قليليين، وكذلك الإذاعي (تحدث المؤرخ ذاته عن إدخال أول آلة كاتبة لمرسلة ــ تلبرنتر- تابعة لوكالة أنباء»رويتر» في البحرين عام 1966 وبذلك اصبح بمقدور إذاعة البحرين تقديم آخر الأنباء، وقد سبقت إذاعات خليجية أخرى في نشراتها الإخبارية، كذلك وسعت فيما بعد مكتبتها السمعية، فصار عدد أشرطتها الغنائية حوالي 500 أغنية جديدة من أغاني البحرين والخليج).»(16).
وإذا لم يكن هناك ما يلبي هذه الحاجة الضرورية لأدب بلد ما، فالبلد سيبحث عمن يؤرخ له، ويبقى ينتظر ولادة المبدع المطلوب ونبوغه لأنجاز هذا العمل الأدبي، فالبلدان الحية بحاجة ماسة لمن يسجل ذاكرتها الإنسانية في كل مراحلها التاريخية.
فنجد في عصرنا الحديث الكثير من هذه النماذج الأدبية الكبيرة إبداعياً، التي آخت بين فن الرواية الحديثة، كما كتبها المحدثون في هذا الصنف الأدبي، والملحمة التي كتبت في اللغات الأخرى شعراً منذ قديم الزمان.
ومن النماذج العربية نقرأ ثلاثية محمد ديب في الجزائر «الدار الكبيرة، الحريق، النول»، وأولاد حارتنا في مصر، لنجيب محفوظ، ومن العراق رباعية النخلة والجيران، وخمسة أصوات، والمخاض، والقربان، لغائب طعمة فرمان.
ومن السودان خماسية الطيب صالح موسم الهجرة إلى الشمال، عرس الزين، مريود، ضو البيت، ودومة ود حامد، وغيرها من التجارب الروائية الرائدة في الوطن العربي والعالم.
اللؤلؤ المزيف
رواية الينابيع للروائي عبدالله خليفة رواية متشعبة الموضوعات، غنية بالفلكلور البحريني والخليجي، وهي أيضاً تنهل من التاريخ السياسي للبحرين، وتقرأ اجتماعياً واقتصادياً التحولات الديموغرافية في البلاد عبر امتلاك الأراضي ووسائل الثروة والسلطة.
ويعود بنا في هذه الرواية إلى تاريخ البحرين في سنة 1856 م ليستفد في روايته مما تُرجم من سجلات الحكومة البريطانية في بومباي في تلك السنة، وما حددته سجلاتها عن الجغرافية السياسية للبحرين، فأوردت أرقاماً لعدد سفن الغوص في البحرين، فذكر صاحب كتاب نكهة الماضي: « يقدر عدد سفن الغوص 1400 سفينة كبيرة الحجم و300 متوسطة الحجم و400 صغيرة» وحددت تلك السجلات دخل البحرين، فأوردت «تبلغ إيرادات الجزيرة 100 ألف تومان سنويا ويصل إيراد اللؤلؤ إلى 100 ألف تومان أيضا» ومعنى هذا أن البحرين كانت تعيش على ما تصدره من اللؤلؤ، ولؤلؤ البحرين كما جاء في الكتاب» رغم انه ليس شديد البياض كلؤلؤ سيلان واليابان إلا إنه أكبر حجماً، وشكله أكثر انتظاماً، ويميل لونه إلى الصفرة، لكنه يمتاز بأنه يحتفظ بلونه الذهبي بينما يفقد اللؤلؤ الأكثر بياضاً الكثير من لمعانه، لدى حفظه في الدول الحارة على وجه الخصوص»(17).
ابتداء من امتلاك سفن البحث عن اللؤلؤ، في زمن ازدهار هذه التجارة في البحرين ودول الخليج العربي، وحتى أفولها بسبب اللؤلؤ المزيف الذي جاء من اليابان، وانتشر في أسواق الزينة، وأفقد اللؤلؤ الحقيقي سوقه وقيمته الأولى.
وكذلك أرخت الرواية لظهور ثروة النفط والغاز في البحرين، مما مهد لتحولات سياسية واجتماعية هامة في المجتمع البحريني.
أدت بدورها إلى تغييرات اجتماعية جذرية في بنيات المجتمع وطرائق معيشته، وصاحبتها تطورات في الشخصية الخليجية غيرت سلوكه، وتطلعاته نحو العالم ونظرته للتقدم العلمي، وطبيعة الحياة وتقدمها في المجتمعات الأكثر تطوراً وغنىً، ويرد في مقطع مؤثر من الرواية فقرات نصية عن اكتشاف أول بئر نفط « الذي نعته الروائي في روايته بالماء الأسود، وأفرد له جزءاً كبيراً من السرد الروائي.
« المهندسون والموظفون يعانقون بعضهم البعض، ويهتفون، وتصيح الآلات المعدنية مرسلة لغتها العجيبة عبر الفضاء، ويجمع الأوروبيون كرات من المارد الأسود الممزق المتناثر على التربة، ويجرون بها نحو مكاتبهم» ص 199 وباكتشاف النفط تمّد أعمدة الكهرباء لأول مرة في شوارع المنامة، ويدهش اهلها من رؤية أضواء المصابيح الكهربائية.
أزمنة وأمكنة
وابتداء من الجزء الأول في الرواية المعنون بـ«الصوت» والجزء الثاني «الماء الأسود» يهيىء الروائي، للجزء الأخير من الرواية «الفيضان»، بسرد التحولات الكبرى في حياة أهل البحرين.
وذلك من خلال شخصية محمد العوّاد، الذي يتمرد على سلطة الأب والعائلة، ويقرر أن يصبح مغنياً في عصر يعتبر أهله الغناء عاراً، ومثلبة، وفي العادة لا تتشرف أية عائلة معروفة في البلاد بأنتماء المغني إليها في ذلك الزمن القبلي.
فيعيش حياته مبعداً عن كنف العائلة منبوذاً من جنتهم، باحثاً في أنغام عوده عن بحرين جديدة تتناغم مع تطلعاته الفنية، وحلمه الدائم بلقاء حبيبته ميّ، التي يحيل بينها وبينه، وضعها الطبقي الجديد بزواجها من متنفذ غني، فتحيل بينها وبينه أسوار وأسوار.
ولكن بالرغم من هذه الأسوار العالية إلا ان صوته من خلال أغنياته، التي يغنيها في الأعراس، والحفلات تصل إلى سمع هذه الحبيبة الحلم.
لقد امتدت احداث الرواية «الملحمة» إلى أمكنة عديدة كالمنامة والمحرق، وبومبى ودلهي ودمشق، وشملت أزمنة عديدة ابتداء من زمن القحط بسبب تغير نمط الأقتصاد على نحو مفاجىء في البحرين بفقدان اللؤلؤ لسوقه، واسعاره الحقيقية.
ومجييء الميجر البريطاني بيلي وتبشيره للناس بإنهم «لن يكونوا عبيداً بعد الآن» ص 31 إلى فترة الرخاء والعمران بأكتشاف النفط .
كائنات حقيقية
وتتضمن الرواية مشاهد أدبية وصفية قل مثيلها في الأدب الروائي العربي، اتسمت بالشعرية الخالصة، وقد بناها الروائي بحذق الفنان وتأني المفكر وحرفية النقاش الماهر، والشاعر الملهم مؤسساً على الصور الشعرية، وليس على الحدث الدرامي المتنامي في السرد مبانيه التخيلية، ولا أدري كم من الوقت والجهد استغرقت كل صفحة من النثر الجيد في هذه الرواية من مبدعها ؟
كما أن تأملات أبطال الراوية العميقة والصادقة تشي بأنهم كائنات حقيقية، أخذ عنهم الكاتب كل ما تفوهوا به أو فكروا به، وما صادفهم من حوادث ومصاعب وكوارث، وقدمهم للقارىء بمشاهد ساخنة، كأنما حدثت قبل وقت قصير لا قبل مائة سنة أو أكثر.
ذلك ما نشعره على توالي الصفحات وعلى امتداد 400 صفحة من القطع الكبير عن عشق محمد العوّاد المستحيل لميّ التي اقترنت بأحد المتنفذين، وعلاقته الموازية بأنثى أخرى، والتي كانت مجرد علاقة حسية «علاقته بفيّ» التي حملت منه سفاحاً.
ورفض الأقتران بها مبرراً ذلك الرفض بقوله الساخر « أنا فنان احلم أن اصعد إلى النجوم لا لأعيش بين بول الصغار!! « ص65 بالرغم من حب فيّ له، لكنها اضطرت للزواج من النواخذة الكهل سعيد المناعي درءاً للفضيحة ص71.
العربي الكادح
أن وراء رواية «الينابيع» هماً وطنياً عميقاً يتلخص بسؤال الهوية، والبحث عن حلول لمعايشة التحولات الكبرى التي تمر بالعالم، وتفرض شروطها الموضوعية على أهل البلاد، وحاكميهم لمواكبة التقدم، وبناء مجتمع العدل والرفاهية والمستقبل الأفضل للأجيال القادمة.
والينابيع تذكر بواقعية مكسيم غوركي الأشتراكية في روايته الأم، وروايات تورجنيف، فهي تنسج نسيجها من الطبقات الكادحة في المجتمع البحريني، فتنقل لنا حياة الصيادين، وأقنان الأرض، وعمال النفط المياومين والمشردين وفناني الهامش.
وتحاول الرواية من خلال ذلك بناء النموذج العربي للكادح، الذي يراوح بين مفاهيمه البرجوازية المتوسطة، والقيم الطبقية، التي استقاها في الكثير من عاداته وتصرفاته بشكل مغلوط عن الفكر الأشتراكي العالمي.
فنرى تذبذب محمد العوّاد الفكري حين يدخل قصر معذبه، وسارق حبيبته ميّ، فيرى القصر متلألئاً بالأنوار وحشود العباءات والثياب البيض والخيول، التي ملأت الساحات وبنادق العرضة حين راح اصحابها يطلقون النار على المساء الهابط بقوة فوق الشطآن المقبوضة الروح» ص 174.
فنسمعه يردد في منللوج ما ينم على ندمه على ماضيه، فهو حين تأتيه الفرصة لدخول بيت احد المتنفذين يشعر بالمهانة ويتذكر «كيف كان يُجر إلى القلعة ويوضع في زنزانة مع اللصوص والقتلة، وكيف كان يهان من قبل أي شرطي جلف، لأنه غنى كلمات عن الحرية، التي سرعان ما تخلى عنها اصحابها» ص 183.
جمعة بن العبد
أن الحكي السردي في الرواية ينفتح على عوالم تخيليية متشعبة، ويحمل في مضامينه المختلفة دعوات للتعايش بين الثقافات والديانات، ونبذ التطرف، والأستغلال الطبقي، والجهل والتخلف.
إذ بالرغم من أن الدعوة للتحديث في المجتمع البحريني الناشئ بدرت من أجانب كالميجر البريطاني بيلي، وسكرتيره جون سميث « الذي ادعى أنه عالم آثار دنماركي جاء ليبحث في آثار ديلمون وتاريخها ..» ص 104.
الذي يعجب بأهل البلاد وتقاليدهم، ويعتبر أن حياتهم أفضل بكثير من حياة الغربيين فيقول عنهم» انهم يتصرفون ببساطة مذهلة، يجلسون على الأرض وتندفع أيديهم في الأرز يكورونه ويقذفونه في أفواههم، ويحكون القصص والأشعار طوال الليل عند الشطآن، وفي الساحات الرملية.
وتسمع أصوات مضاجعاتهم من وراء السعف الرقيق، وكل إنسان يسلم على الآخر الغريب ويصادقه في دقائق، ويدعوه إلى أكله، فيقبل الآخر دون خجل» ص 186.
وعادات زوجته مارجريت، « المدمنة على قراءة مسرحيات شكسبير ومارلو وقصص ديكنز وبلزاك وتولستوي والمهتمة بأساطير الشرق» ص 185 إلا ان سرعان ما يتلقف بعض أبناء البحرين هذه الدعوة ويدعون إليها.
ومن هؤلاء جمعة بن العبد الذي « يفخر بالحرية في بلاد الميجر الأجنبية» ص38 والذي يتلقف دعوة المستر بيلي للتحرر من ديون المرابين والتجار الذين كانوا يستعبدون الناس بديونهم التي لا تنتهي بسبب الربا، وعدم ايفاء رحلات صيد اللؤلؤ بسداد الديون المتراكمة على الصيادين والفقراء العاملين في صيد اللؤلؤ.
يقول مستر بيلي للناس «ستحصلون على كل شيء . لن تكونوا عبيداً بعد الآن . ألقوا بهذه الأوراق الحقيرة التي سجلوا فيها الزوّر والديون والقيود» ص31 .
حب الكاتب لبلاده
ولا يكتفي الروائي بايراد مبادرة هذا الانجليزي بل يسرد ممارساته الحداثية داخل مجتمع البحرين البدائي قبل اكثر من قرن، فهو يمارس فعلاً حداثياً لم يسبقه إليه احد في البلاد حين يدخل للبلاد السيارة إلى البحرين لأول مرة، فتحدث ردة فعل عنيفة عند أغلب الناس، الذي اعتادوا على الجمل والفرس والعربة، التي تجرها الخيول، والحمير في تنقلاتهم.
فيقول الروائي واصفاً تلك الدهشة وعدم تصديق الناس لما يرونه حين « يدخل الميجر بيلي السيارة أول مرة إلى البلاد فيندهش الناس لرؤيا هذا الكائن المعدني الذي يسير من دون حيوانات تجره، كأنما الجان تحركه من دون أن يراها أحد» ص67، ويسرد مسيرة مستر بيلي، الغرائبية في مجتمع أمي بدأ ينهض ببطء من كبوة التخلف والفقر وحتى نهايته المفجعة» عندما اصيب بطلق ناري من مجهول فيما بعد.
رواية الينابيع لعبدالله خليفة عمل روائي كبير رسم مسارات إنسانية لعشرات الأبطال من الناس العاديين من البحرين عاشوا حياتهم في قاع المجتمع، وآخرين في اعلى قمة المجتمع، والرواية تؤثر كثيراً في القارئ، الذي لم يعرف عن البحرين من قبل كثيراً وتجعله يفكر، ويعيد التفكير في الكثير من مسلماته السابقة عن بلاد صغيرة جغرافياً، بنفوسها القليلة نسبة للبلدان الأخرى، لكنه سيجدها في رواية الينابيع بلاداً كبيرة جداً وأكبر بكثير من قارة بأهلها وتاريخها، وحب كاتب الرواية لها.
الخاتمة
الكتابة عن عالم المبدع البحريني عبدالله خليفة الروائي والقصصي، مهمة عسيرة، لكنها في الوقت ذاته زاخرة بالمعرفة، وهي معرفة ليس محددة بعالم القص وحده بل هي أيضاً إطلالة على المجتمع البحريني في ستينات القرن الماضي وسبعيناته وثمانيناته وتسعيناته من خلال النماذج الواقعية التي طرحها الروائي البحريني عبدالله خليفة في خمس مجموعات قصصية، وعشرات الروايات.
واعماله الأدبية في هذين اللونين تُعتبر في النقد الأدبي من أهم الروايات والقصص في السرد البحريني والخليجي عموماً، وبأعماله الأدبية المتعددة استطاع أن يحدد شكل وموضوعات تطور هذا اللون الأدبي في مجمل الحركة الأدبية البحرينية والعربية خلال عقدين من الزمان.
ان الكتابة النقدية التي اتبعها الكاتب عبدالله خليفة في كتابه النقدي» الراوي في عالم محمد عبدالملك القصصي»(18) وضع تجارب غيره في كتابة القصة القصيرة ضمن مفهوم نقدي محدد يتعلق بمهمة الراوي، وهذه المهمة قديمة جداً، ولها أصولها في مفاهيم النقد العربي القديم، لكن الباحث تابعها في قصص محمد عبد الملك بشكل حداثي، ونقل لنا من خلال تسمية «الراوي» ما جاء في النص النقدي الحديث باسم السارد، وما يرويه من حكايات بالمسرود وهي في الوقت ذاته دراسة ميدانية استفاد منها خليفة في تطوير أساليبه في السرد الروائي.


وقد كانت تجربة القاص محمد عبد الملك محط متابعة الروائي عبدالله خليفة منذ نشره أولى قصصه التي كانت بعنوان «رحلة الصقور» التي نشرها في جريدة الأضواء البحرينية في أواخر مارس من عام 1967 ولكن هذه القصة الستينية لم يضمها المؤلف عبد الملك إلى مجموعته الأولى التي صدرت بعنوان « موت صاحب العربة» ولا في مجموعاته الأربع التالية، مما أكد لعبدالله خليفة أنها تجربة أولى في الكتابة القصصية، للقاص، وأنه في قصص مجموعته الأولى تجاوز تلك القصة بقصص أكثر نضجاً منها، واعتبر عبدالله خليفة في كتابه «إن ظهور القصة القصيرة الجديدة في البحرين في نهاية الستينات عبر عن البداية الشاقة لهذا الفن في المنطقة»(19).
ومن جهة أخرى فقد تابع عبدالله خليفة كتابة الرواية لدى روائي مصري متميز هو نجيب محفوظ، ودرس دراسة ميدانية عميقة جميع اعماله في الرواية، ومن خلال تلك الدراسة المعمقة أصدر كتاباً نقدياً مهماً لعبدالله خليفة بعنوان «نجيب محفوظ من الرواية التاريخية إلى الرواية الفلسفية»(20).
لقد اعتبر عبدالله خليفة أن بعض قصص المجموعة الأولى لمحمد عبد الملك اهتمت كثيراً بالوصف الخارجي والسرد التقريري، وجمعت بين واقعية الحدث والتعبير عن الشخصيات المعذبة، والمطحونة كما جاء في الهامش ص6، واعطى غائية بحثه بقوله « أن اختيارنا لهذا الكاتب ولهذه القضايا الفنية هي عملية حفر مغايرة للمناهج النقدية، التي لا تولي تشكل المدرسة الواقعية أهمية كبيرة»(21)، فالباحث في المجاميع القصصية تناول القص الواقعي بالنقد بأسس نقدية أدبية مستوحاة من النظرية أشتراكية ورؤيتها للأدب والثقافة أو ماسماه النقاد في السبعينات من القرن الماضي ب» الواقعية النقدية « التي تأثرت كثيراً بتبني طروحات اليسار في النقد الأدبي، لما يتطلبه الواقع العربي، الذي لايتطابق مع التقسيمات، التي عرفها المجتمع الرأسمالي من تمايز في الطبقات، بل تداخلت الفئات الاجتماعية.
وهذا المبحث أخذ من عبدالله خليفة صفحات كثيرة في الفصل الأول من الكتاب، وضع فيه أوليات تاريخية لبزوغ هذا الفن الأدبي في الأدب البحريني، الذي يعتبر الأدب في تلك السنوات هو الشعر وروايته ونقده، وقد أشار إلى تجربة « إبراهيم العريض» كشاعر وكاتب مسرحية وملحمة شعرية (22) وذكر أيضاً أن الصحافة البحرينية نشرت عدداً من القصص القصيرة بأسماء رمزية أو نشرت تلك القصص غفلاً من الأسماء، لأن الكثيرين في المجتمع كانوا ينظرون لمن يكتب هذا اللون من الكتابة الأدبية بنظرة الأستخفاف، وعبر عبدالله خليفة عن تلك النظرة بقوله « أن الميراث التقليدي الذكوري السائد نظر إلى فن القصة بصورة متدنية»(23).
وبالرغم من النتيجة الواقعية التي توصل إليها عبدالله خليفة في دراسته لواقع القصة البحرينية إلا أنه ظل مؤمناً بقدرات القاص الموهوب على فرض نفسه على هذه النظرة القاصرة للقاص والروائي في المجتمع البحريني في ستينات القرن الماضي.
وتناول عبدالله خليفة كذلك بدايات ناضجة في تجارب قصاصين أوائل في البحرين في الخمسينات، كأحمد كمال، علي سيار، أحمد سلمان كمال، وأحمد كمال علي، ووصف قصصهم بأن بعضها كان يتضمن «مبالغات ميلودرامية»(24) ولم يكتف بما لديه من مجموعات قصصية للقاص بل كان يستشهد بحوارات أجراها مع القاص محمد عبدالملك وكلما غمضت عليه قضية من قضايا البحث، فكان يضع إجابة القاص، ويشكل منها مادة لإجابات رآها مهمة لأنارة موضوع بحثه ــ فن الرواي ــ لدى هذا القاص للوصول إلى نتائج، حول هوية الراوي، متسائلاً إن كان الراوي في القصص المعروضة للبحث هو القاص نفسه ؟ لكنه كان يستشكل ذلك بقوله أن بعض القصص كتبت بضمير المخاطب، أو بضمير المتحدث« نا» أو بشخص الطفل الذي رأى الواقعة، ليرويها بعد ذلك القاص بلسان الراوي العليم (25).
وتضمن كتابه النقدي ذاك ثمانية فصول وتوطئة وخاتمة، ففي الفصل الثاني تناول ملامح عامة لتطور القصة في البحرين(26) وابتداء من الفصل الثالث، وحتى الفصل الثامن تناول بالدراسة خمس مجموعات قصصية للقاص محمد عبد الملك هي، «موت صاحب العربة»(27)،«نحن نحب الشمس»(28) «ثقوب في رئة المدينة» (29).
واسنتتج من خلال دراسته لهذه المجموعات، ان أسلوب الراوي يتطور مع التطورات الاجتماعية، التي تحدث في البحرين، منذ التحولات الأقتصادية الكبرى، التي حدثت باكتشاف البترول كمحرك اقتصادي بارز في المملكة، ونمو الطابع الأستهلاكي عند الناس، واحتكاكهم بقوميات أخرى من خلال السفر أو من خلال العمالة الوافدة، مما جعلت القاص يطور أساليب القص، لكنه بقي يجسد الواقعية في قصصه في أغلب مجموعاته القصصية، التي تنتصر للإنسان وقضاياه لتحقيق احلامه.
أن كتابة نقد النقد من أصعب الكتابات في النقد الأدبي العربي، لما يتطلبه هذا الضرب من الكتابة من مقدرة على معرفة بالمنقود معرفة كلية، وبأصول النقد وأساليبه ومدارسه وما آلت إليه آخر مدارسه الحديثة، ولذلك فقد بذل القاص والروائي عبدالله خليفة جهوداً كبيرة في ميدان غير ميدانه الحقيقي، فهو قاص وروائي، وكاتب مقال رأي صحفي، لكنه أنبرى لدراسة نصوص غيره ليصل إلى النموذج الخلاق، أو إلى النموذج الذي يختاره لبناء عالمه الروائي والقصصي الخاص به، الذي ينم عن موقف فكري وابداعي في ذات الوقت، فعبدالله خليفة كان مفكراً وصاحب رأي وقد وضع إبداعه الأدبي في خدمة عبدالله خليفة المفكر والمؤمن بالناس لتغيير الحياة نحو الأحسن وجعل حياة الناس أكثر سعادة وكتب أدباً خالداً تعتز به الأجيال القادمة وتأخذ العبرة مما جاء فيه، وتطور أساليبها في الحياة وتذوق الجمال، وجعل الحياة أكثر غنائية بالثقافة والأدب والفنون.
—————————–
هوامش ومصادر
(1) عبدالله خليفة.. الروائي المنحاز لمعذبي الأرض/ مقال لعلي الشرقاوي في جريدة الوطن البحرينية في 27 سبتمبر 2014.
** نجيب محفوظ من الرواية التاريخية إلى الرواية الفلسفية/عبدالله خليفة/الدار العربية للعلوم ناشرون-منشورات الاختلاف/الجزائر العاصمة-الجزائر/ط1 2007 ..216 صفحة قطع متوسط.
(2) المصدر السابق ص71 وص52 وص59.
(3) ص46» نكهة الماضي « المؤلف مهدي عبدالله / الكتاب صادر عن وزارة الإعلام في البحرين/المطبعة الحكومية-2007 عدد الصفحات 159 من القطع الكبير.
(4) ص85 «نجيب محفوظ من الرواية التاريخية إلى الرواية الفلسفية/عبدالله خليفة/الدار العربية للعلوم ناشرون-منشورات الاختلاف/الجزائر العاصمة-الجزائر/ط1 2007 ..216 صفحة قطع متوسط»
(5) ص33 « نكهة الماضي « المؤلف مهدي عبدالله / الكتاب صادر عن وزارة الإعلام في البحرين/المطبعة الحكومية-2007 عدد الصفحات 159 من القطع الكبير.
(6) ص38 المصدر السابق.
(7) ص106 نجيب محفوظ من الرواية التاريخية إلى الرواية الفلسفية/عبدالله خليفة/الدار العربية للعلوم ناشرون-منشورات الاختلاف/الجزائر العاصمة-الجزائر/ط1 2007 ..216 صفحة قطع متوسط.
(8) المصدر السابق ص 120
(9) المصدر السابق ص 136
(10) المصدر السابق ص141
(11) المصدر السابق ص151
(12) المصدر السابق ص164
(13) المصدر السابق ص185
(14) المصدر السابق ص195
(15) صدرت رواية الينابيع عن دار الأنتشار العربي / بيروت / لبنان/ ط1 عام 2012 عدد الصفحات من القطع الكبير 400 صفحة.
(16) ص43» نكهة الماضي « المؤلف مهدي عبدالله / الكتاب صادر عن وزارة الإعلام في البحرين/المطبعة الحكومية-2007 عدد الصفحات 159 من القطع الكبير.
(17) ص43 و ص29 المصدر السابق
(18) ص 5 “الراوي في عالم محمد عبدالملك القصصي”/ المؤلف: عبدالله خليفة، صدرعن المؤسسة العربية للدراسات والنشر / بيروت ــ لبنان.
(19) ص 6 المصدر السابق.
(20) نجيب محفوظ من الرواية التاريخية إلى الرواية الفلسفية/عبدالله خليفة/الدار العربية للعلوم ناشرون-منشورات الاختلاف/الجزائر العاصمة- الجزائر/ط1 2007 .
(21) ص7 “الراوي في عالم محمد عبدالملك القصصي”/ المؤلف: عبدالله خليفة، صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر / بيروت ــ لبنان.
(22) ص 11 المصدر السابق.
(23) ص12 المصدر السابق.
(24) ص17 المصدر السابق.
(25) ص 26 المصدر السابق.
(26) ص29 المصدر السابق.
(27) ص45 المصدر السابق.
(28) ص99 المصدر السابق.
(29) ص139، « السياج « ص163 و» رأس العروسة « ص187 المصدر السابق.