أرشيف الأوسمة: #عبدالله_خليفة : ما هو حبل الله؟

ما هو حبل الله؟

#عبدالله_خليفة

ففي القرآن (أعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا..)، فما هو هذا الحبل؟
لم يقل اعتصموا بحبل السنة أو الشيعة أو الإسماعيليين أو غيرهم من الملل والنحل الإسلامية؟
بل قال (حبل الله)!
فما هو هذا الحبل؟
أهو سلسلة تمتدُ إلى السماء أم هو خيط رفيعٌ لا تراهُ سوى النخبة المميزة، أم هو فكرة واضحة تراها الملايين وتغض عنها قوى المصالح؟
هو مصالح الناس الموحَّدة، وهو طريق تقدم المسلمين المشترك، وهو كيان العرب المستقل، وهو وحدة أهل كل بلد وتفانيهم من أجل نهضته وعدم خرابه..
وهو برنامج النضال التوحيدي من أجل التقدم والحرية.
لكن أصحاب الأملاك يفضلون غير المسلمين حين يدفعون إيجارات كبيرة ويقومون بطرد البحرينيين والعرب والمسلمين، بل يفضلون الشركات العابرة للقارات لأنها هي التي تدفع الأموال الجزيلة!
وهم ينشأون الفنادق الجميلة لكي يحولوها إلى أموال سائلة دون اهتمام بعمالة الوطني أو نظافة البيئة!
ويفضل ملاكُ المصانع والشركات القوى العاملة الأجنبية لأنهم يدفعون لها أجوراً متدنية ويتركون أهل بلدهم في البطالة، ثم يقرأون (اعتصموا بحبل الله جميعاً..)!
وتترك الحكوماتُ الحبلَ على الغارب وليس على المستقر من السياسة، فلا سياسة وطنية، فالوطن مشروخ بألف شرخ، فيتساوى لديها الغريب والقريب، ويدور شعار اعتصموا بالامتيازات وملء الجيوب بالملايين، فلا عاصم غيرها، وليدبر الفقراء والتعساء أمورهم، فنحن معتصمون بالحبل مع الشركات الكبرى، والبنوك الأجنبية.
وكل طائفة لديها حبلٌ قصير، هو حبل الجماعة ومصالحها وفوائدها، فالصندوق الخيري هو خير للطائفة فقط، والحزب لمصالح الطائفة فقط، ثم هم يقرأون جميعاً وأعتصموا…
ويذهب الدراويش إلى أن حبل الله هو الانسحاب من الحياة والدوران بين البخور والعطور، والذوبان في الملكوت الغامض!
ويذهب آخرون أن حبل الله هو الأحكام المشددة على المساكين، وقطع أيدي اللصوص الفقراء، وخنق النساء، ثم ترك حبل الغارب لمصالح أصحاب السلطان يديرون النظام كما يريدون!
ضاعوا وضيعوا اوطانهم ودينهم لأنهم لم يقرأوا الواضح والبسيط، ولأنهم غرقوا في محبة أنفسهم ومصالحهم القريبة الدنية، ولم ينظروا أن هذه الحبال قصيرة ومتهالكة.