كثير من المثقفين والأدباء كانت مشاعرهم باردة حد قسوة الصقيع إلا البعض، اعتذر بعضهم و راغ البعض الآخر، ربما اعتدنا الموت، وربما هي القسوة، التي لا تفرق بين الإختلاف في المواقف و الرؤى ووجهات النظر الثقافية وحتى السياسي منها والإجتماعي، وبين القيمة الإنسانية المدفونة تحت طبقة سميكة في دواخلنا، لتجعلنا عدائيين بشكل يجب علينا أن نرثي فيه أنفسنا. تنقل الروائي خليفة هنا وهناك، متمترساً بشجاعة، كان وحدة في مجابهة مرض لعين هو «السرطان» أدرك بأنه لن يربح معركته مع المرض، لكنه أدرك أيضاً بأن الكتابه وحدها بإمكانها أن تحرره من الوجع، لهذا كانت صديقه الأخير.
فهو الروائي الوحيد، الذي لم يحظى من رفقاء الدرب والأدب بدموع وفيرة، ولا حتى «بنعي» من بضع كلمات يليق بإرثه الكتابي والإبداعي من قبل الكيانات والمؤسسات الثقافية في الداخل البحريني، فقد أكتفت أسرة الأدباء والكتاب بمسج يخبر بالوفاة، في الوقت الذي أصدر فيه اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بيان نعي للروائي خليفة✶، متحدثاً عن تلك الخسارة التي تكبدها الأدب البحريني والخليجي والعربي، بفقد واحداً من رموزه الكبيرة في مجال البحث والدراسة والكتابة الإبداعية قصةً وروايةً، مخلفاً وراءه إرثاً مهماً ساعد في لفت الأنظار إلى التجربة الأدبية في منطقة الخليج، ووضعها في صلب التجربة الأدبية العربية. وأضاف البيان إن أدباء وكتاب الإمارات يشعرون ببالغ الأسى لرحيل شخص عرفوه عن قرب، وعرفوا مناقبه الشخصية، إلى جانب كتاباته البحثية والإبداعية، فقد كان للراحل مساهماته الكثيرة في الساحة الثقافية الإماراتية، وحل ضيفاً على اتحاد الكتاب في غير مناسبة، وترك أثراً طيباً في النفوس. ليتوجهوا ببرقية تعزية إلى بوهندي رئيس مجلس إدارة أسرة أدباء البحرين عبروا فيها باسم أعضاء الاتحاد جميعاً عن حزنهم البالغ لرحيل الباحث والروائي الكبير عبـــــــدالله خلــــــــيفة، داعين للفقيد بالرحمة، ولأهله بالصبر الجميل. على أثر ذلك البيان وبحسب مصدر خاص برؤى، تحدث أحد المسرحيين لرئيس مجلس إدارة أسرة الأدباء، لافتاً أيه للموقف البارد اتجاه رحيل الروائي خليفة، ولضرورة الاستعجال في أصدر بيان تنعى من خلاله أسرة الأدباء والكتاب والمؤسسات الثقافية الأهلية فقيدها، فكان الرد: أنت أقترحت لتقم بالأمر، متناسياً – يقول المصدر – أن الروائي خليفة أحد أعضاء الأدباء والكتاب، لهذا قرر هذا المسرحي بعد التشاور مع اللجنة العليا لمهرجان الصواري العاشر للشباب، أن يسجلوا بيان النعي بطريقتهم، من خلال وقفة حدادا على روح الروائي خليفة. وبين بيان النعي ووقفة الحداد، رأى قسم آخر بأن تصريح بو هندي للأيام، عن الراحل وخسارة المشهد الثقافي له،كان بمثابة البيان وهذا يكفي، كما إنه أشار في تصريحه لأكثر من بيان النعي وهو الاحتفاء المقرر عقده في ديسمبر المقبل، بتجربة الروائي عبدالله، احتفاء مقرر له أن يستقطب عدد كبير من الباحثين والنقاد للحديث عن تجربة خليفة، إلى جانب حفل تدشين روايته، ولكن غيابه سيدفعنا – والكلام هنا لرئيس الادباء – ان نواصل في مشروع الاحتفاء به وكنا نتمنى ان يتواجد في هذا الحفل ولكن هذا ما شاءه الله.